للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فتقدمتُ أمامه أضرب بسيفى، الله يعلم أنى أحب أن أقيه بنفسى كل شئ، ولو لقيت تلك الساعة أبى لو كان حيًّا لأوقعت به السيف، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكرّوا كَرّة رجل واحد، وقربت بغلة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فاستوى عليها، فخرَج في أثرهم حتى تفرّقوا في كل وجه، ورجع إلى معسكره فدخل خباءه فدخلتُ عليه، ما دخل عليه غيرى، حُبًّا لرؤية وجهه وسرورًا به فقال: يا شَيْب الذي أراد بك الله خيرًا مما أردتَ بنفسك، ثم حدّثني بكل ما أضمرتُ في نفسى مما لم أكن أذكره لأحد قط. قال: فقلتُ فإنى أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم قلتُ: استغفر لي يا رسول الله فقال: غَفَرَ الله لك (١).

قال: أخبرنا هَوْذَة بن خَلِيفة قال: حدّثنا عَوْف عن رجل من أهل المدينة قال: دعا النبي، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عام الفتح شَيْبَة بن عثمان فأعطاه المفتاح وقال له: دونك هذا فأنت أمين الله على بيته.

قال محمد بن سعد: فذكرتُ هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال: هذا وَهلٌ (٢) إنّما أعطَى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، المفتاح عثمان بن طَلحة يوم الفتح وشَيْبة بن عثمان يومئذ لم يُسْلِم، وإنما أسلم بعد ذلك بحُنين، ولم يزل عثمان يلى فتح البيت إلى أن توفى، فدفع ذلك إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وهو ابن عمه، فبقيت الحِجَابة في ولد شيبة، وخرج شيبة مع قريش إلى هَوَازِن بحُنَيْن فأسلم هناك، وهو أبو صَفِيّة بنت شَيْبَة، وَبقِىَ شَيْبَةُ حتى أدرك يزيد بن معاوية.

* * *

١٠٦٢ - النُّضَيْر بن الحارث

ابن عَلْقَمة بن كَلَدَة بن عَبْد مَنَاف بن عَبْد الدَّار بن قُصَيّ ويكنى


(١) انظره لدى الواقدي في المغازي ص ٩٠٩، وابن الجوزى: صفة الصفوة ص ٧٢٧.
(٢) كذا في الأصل. وقرأها محقق ط "وهم" والوهل: الغلط والنسيان.
١٠٦٢ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٥ ص ٣٢٣، كما ترجم له المصنف فيمن نزل مكة من الصحابة.