للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بك، عزلت عنك عمرو بن العاص واستعملتك، فإذا جاءك كتابي هذا فاحشُد في الخراج، وإياك في حشدك أن تظلم مسلمًا أو معاهدًا.

قال: فبعث إليه عبد الله بن سعد بمال قد حشد فيه، فلما وضِعَ بين يَدَى عثمان قال: عَلَيَّ بعمرو بن العاص، فأتى به مسرعًا، فقال: ما تشاء؟ فقال عثمان، يا عمرو أرى تلك اللِّقاحَ درّت بعدك. فقال عمرو: إنما دَرّت بهلاك فِصَالِها وأنها قد هزلت. قال: فسكتَ عثمان رحمه الله.

* * *

١١١٥ - هِشَام بن عَمْرو

ابن رَبيعَة بن الحَارِث بن حُبَيِّب بن جَذِيمة بن مَالِك بن حِسْل بن عَامِر بن لُؤَيّ (١)، وكان يقال لحُبَيِّب بن جَذِيمة: شَحَام (٢)، وأم هشام بن عمرو زينب بنت أبى سَرْح بن الحارث بن حُبَيِّب بن جَذِيمة بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤى، وهي عمة عبد الله بن سعد بن أبي سرح.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أَبِى سَبْرَة عن إسحاق بن عبد الله بن أَبِى سلمة الحضرمى قال: كان هشام بن عمرو العامرى أوصل قريش لبنى هاشم حين حصروا في الشِّعب، أدخل عليهم في ليلة ثلاثة أحمال طعام، فعلمت بذلك قريش، فمشوا إليه حين أصبح، فكلّموه في ذلك فقال: إنى غير عائد لشئ خالفكم، فانصرفوا عنه، ثم عاد الثانية فأدخل عليهم ليلًا حِمْلًا أو حِمْلَين، فغالظته قريش وهمُّوا به، فقال أبو سفيان بن حرب: دعوه، رجلٌ وَصَل أهل رَحِمه، أما إنى أحلف بالله لو فعلنا مثل ما فعل كان أحسن بنا، أو أحرى تركناهم يشترون بأموالهم، أما إنى قد كنتُ كارهًا لما صنعت قريش بهم، قد تكون العداوة بأجمل من هذا، فأسكت القوم وتفرقوا.

قال محمد بن عمر: ولم يزل هشام ذا إيداع وكفّ عن أذى رسول الله،


١١١٥ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٥ ص ٤٠٤.
(١) وكذا نسبه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٥ ص ٤٠٤.
(٢) نسب قريش ص ٤٣٠.