للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلحقوا بأذرعات (١) فما كان أقلّ بقاءَهم بها، وأخذ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من سلاحهم ثلاث قسىّ: قوسًا تُدعى الكَتُوم كُسرت بأُحُد، وقوسًا تُدعى الرّوْحاء، وقوْسًا تُدعى البيضاء، وأخذ درعين من سلاحهم: درعًا يقال لها الصغديّة وأخرى فضّة، وثلاثة أسياف سيفٌ قَلَعىّ (٢) وسيف يقال له بتّار وسيف آخر، وثلاثة أرماح، ووجدوا فى حصنهم سلاحًا كثيرًا وآلة الصّياغة فأخذ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، صَفيّه (٣) والخُمس وفَضّ أربعة أخماس على أصحابه (٤)، فكان أوّلَ خُمس خُمّس بعد بدر، وكان الذى ولى قبض أموالهم محمّد بن مَسلمة.

* * *

غزوة السَّويق (٥)

ثمّ غزوة النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، التى تُدعَى غزوة السويق. خرج رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم الأحد لخمس خلون من ذى الحجّة على رأس اثنين وعشرين شهرًا من مُهاجَره، واستخلف على المدينة أبا لُبابَة بن عبد المنذر العمرى، وذلك أنّ أبا سفيان بن حرب لما رجع المشركون من بدر إلى مكة حرم الدّهن حتى يثّئِرَ (٦) من محمّد وأصحابه، فخرج فى مائتى راكب، فى حديث الزهرىّ، وفى حديث ابن كعب فى أربعين راكبًا، فسلكوا النجديّة فجاءوا بنى النّضير ليلًا فطرقُوا حُيىّ ابن أخْطَب ليستخبروه من أخبار رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأصحابه، فأبَى أن يفتح لهم، وطرقوا سَلّام بن مِشكَم ففتح لهم وقراهم وسقاهم خمرًا وأخبرهم من أخبار رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فلمّا كان بالسحَر خرج أبو سفيان بن حرب فمرّ بالعُريض (٧)، وبينه وبين المدينة نحو من ثلاثة أميال، فقتل به رجلًا من الأنصار وأجيرًا له وحرّق أبياتًا هناك وتِبنًا، ورأى أن يمينه قد حلّت ثمّ ولّى هاربًا، فبلغ ذلك رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فندب أصحابه وخرج فى مائتى رجل من المهاجرين والأنصار فى أثرهم


(١) بلد فى أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان.
(٢) سيف قلعى: منسوب إلى القلعة، وهى موضع بالبادية تنسب السيوف إليه.
(٣) الصفى من الغنيمة: ما اختاره الرئيس لنفسه قبل القسمة.
(٤) أى قسمها وفرقها بينهم.
(٥) مغازى الواقدى ص ١٨١، والنويرى ج ١٧ ص ٧٠ وهو ينقل عن ابن سعد.
(٦) اثَأَرَ: أَثْأَرَ، أى أَدْرَك ثَأْرَه.
(٧) العريض: واد بالمدينة (السمهودى).