للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثوابه، إذا تكلّم أطرَق جلساؤه كأنّما على رءوسهم الطير، فإذا سَكَتَ تكلّموا ولا يَتَنازعون عنده، مَن تكلّم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده، حديث أوّلِيّتِهم يَضحك مما يَضحكون منه، ويتَعجّب مما يتعجّبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة فى منطقه ومسألته حتى إِذا كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأردفوه، ولا يقبل الثناء إلَّا مِن مُكافئ، ولا يقطع عن أحدٍ حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهى أو قيام (١).

قال: فسألته كيف كان سُكوته، قال: كان سكوت رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على أربع: على الحِلم، والحَذَر، والتقدير، والتفكّر. فأما تقديره ففى تسوية النظر والاستماع من النّاس، وأمَّا تَذكّره أو تفكّره ففيما يبقى ويفنى، وجَمَعَ الحلم والصبر وكان لا يُغضبه شئ ولا يستنفره، وجُمع له الحَذَر فى أربع: أخذِهِ بالحُسْنى لِيُقْتَدَى به، وتركه القَبيح ليتناهى عنه، واجتهاده الرأى فيما أصلَح أُمّتَه، والقيام فيما جَمَعَ لهم الدنْيا والآخرة (٢).

* * *

ذكر خاتم النبوّة الذى كان بين كَتفَىْ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

أخبرنا عُبيد الله بن موسى العبسى والفضل بن دُكَين قالا: أخبرنا إسرائيل عن سِماك أنّه سمع جابر بن سَمُرة وصف النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: ورأيت خَاتمه عند كَتِفَيه مثل بَيْضَة الحَمَامة تشبه جسمه (٣).

قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى قال: أخبرنا حسن بن صالح عن سِماك، حدّثنى جابر بن سَمُرة قال: رأيتُ الخاتَم الذى فى ظهر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سَلْعة مثل بَيضة الحمامة.

أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسىّ قال: أخبرنا شُعبة عن سِماك بن حَرب سمع جابر بن سَمُرة يقول: نظرتُ إلى الخاتَم على ظهر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كأنّه بَيضة.


(١) أورده النويرى بنصه ج ١٨ ص ٢٧٨، ومثله لدى المزى ج ١ ص ٢١٩ وما بين حاصرتين منه.
(٢) أورده النويرى بنصه ج ١٨ ص ٢٧٨ ومثله لدى المزى ج ١ ص ٢١٩.
(٣) الخبر بنصه لدى النويرى ج ١٨ ص ٢٤٢.