للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: وأخبرنا وهب بن جرير بن حازم، أخبرنا أبى قال: سمعتُ أبا يزيد المدنى قال: نُبّئتُ أن عبد الله أبا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أتَى على امرأة من خثعم فرأت بين عينيه نورًا ساطعًا إلى السماء فقالت: هل لك فِىّ؟ قال: نعم حتى أرمى الجمرة، فانطلق فرمى الجمرة، ثمّ أتى امرأته آمنة بنت وهب، ثمّ ذكر، يعنى الخثعميّة، فأتاها، فقالت: هل أتيت امرأة بعدى؟ قال: نعم، امرأتى آمنة بنت وهب، قالت: فلا حاجة لى فيك، إنّك مررت وبين عينيك نور ساطع إلى السماء فلمّا وقعت عليها ذهب، فأخبِرها أنّها قد حملت خير أهل الأرض (١).

* * *

ذكر حمل آمنة برسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كثيرًا

قال: أخبرنا محمّد بن عمر بن واقد الأسلمى قال: حدّثنى علىّ بن يزيد بن عبد الله بن وهب بن زَمْعَة عن أبيه عن عمّته قالت: كنّا نسمع أن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لما حَمَلَت به آمنة بنت وهب كانت تقول: ما شعرتُ أنى حملت به، ولا وجدت له ثَقَلَةً (٢) كما تجد النساء، إلّا أنى قد أنكرت رفع حيضتى وربما كانت ترفعنى وتعود، وأتانى آت وأنا بين النائم واليقظان فقال: هل شعرت أنّكِ حملتِ؟ فكأنى أقول ما أدرى، فقال: إنّك قد حملت بسيّد هذه الأمّة ونبيّها، وذلك يوم الاثنين، قالت: فكان ذلك ممّا يَقّنَ عندى الحملَ، ثمَّ أمهلنى حتى إذا دَنَتْ (٣) ولادتى أتانى ذلك الآتى فقال: قولى أعيذه بالواحد الصّمَد من شرّ كلّ حاسد، قالت: فكنتُ أقولُ ذلك، فذكرت ذلك لنسائى، فقلن لى: تعلّقى حديدًا فى عضُدَيْكِ وفى عنقكِ، قالت: ففعلت، قالت: فلم يكن تُرِكَ علىّ إلّا أيّاما فأَجده قد قُطع، فكنت لا أتعلّقه.


(١) الخبر لدى النويرى ج ١٦ ص ٦٢.
(٢) الثَّقَلة: الثقل.
(٣) فى الأصول وطبعتى إحسان وعطا "دنا" والمثبت من سبل الهدى ج ١ ص ٣٩٤ وهو ينقل عن ابن سعد، والزرقانى ج ١ ص ١٠٦، وعيون الأثر ج ١ ص ٢٤، والنويرى ج ١٦ ص ٦٤.