وهو من أبناء أهل فارس الذين بعثهم كِسْرى إلى اليمن مع سيف بن ذي يَزَن فنفوا الحبشة عن اليمن وغلبوا عليها، فلمّا بلغهم أمر رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وفد فيروز بن الديلمي على النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم وسمع منه وروى عنه أحاديث. فمن أهل الحديث من يقول حدّثنا فيروز بن الديلمي، وبعضهم يقول الديلمي، وهو واحد، يعنون فيروز بن الديلمي، والذي يبيّن ذلك فالحديث الذي رواه واحد ويختلفون في اسمه على ما ذكرتُ لك.
قال: أخبرنا أبو عاصم الضحّاك بن مَخْلَد الشيباني، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أَبِي حَبِيب، عن مَرْثَد بن عبد الله اليزني، عن الديلمي قال: قلتُ يا رسول الله إنّا بأرض باردة وإنّا نستعين بشراب من القمح. فقال: أيُسْكِر؟ قلت: نعم. قال: فلا تشربوه. ثمّ أعاد فقال: أيُسْكر؟ قلت: نعم. فقال: لا تشربوه. قلت: إنّهم لا يصبرون عنه. قال: فإنْ لم يصبروا عنه فاقْتلهم.
قال محمد بن سعد: أخبرنا بهذا الحديث محمد بن عُبيد الطنافسي أيضًا عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مَرْثَد بن عبد الله اليزني، عن ديلم الحِمْيَري.
قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا ابن أَبِي سَبْرَةَ، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبي وهب الجَيْشَانِيّ عن أبي خِرَاش، عن الديلمي الحميري، وقد روى أيضًا فيروز بن الديلمي عن النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، حديثًا في القَدَر. وكان فيروز يكنى أبا عبد الله.
قال: قال عبد المُنْعم بن إدريس: وقد انتسب ولده إلى بني ضَبّة وقالوا: أصابنا سباء في الجاهليّة. وكان فيروز فيمن قَتَلَ الأسود بن كعب العَنْسي باليمن الذي كان تنبّأ باليمن. فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: قتله الرجل الصالح فيروز بن الديلمي. ومات فيروز باليمن في خلافة عثمان بن عفّان، - رحمه الله -.