العرب، فالمهاجرات المبايعات، فنساء الأنصار، وختم هذه التراجم بأسماء النساء اللواتى لم يروين عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وروين عن أزواجه وغيرهن.
على أن الأمر الذى يسترعى النظر أن بعض المترجم لهم قد يهاجر إلى مصر من الأمصار وفى هذه الحالة تتكرر ترجمته تبعا لكل مصر هاجر إليه أو حلّ به. وقد راعى ابن سعد فى هذا الجانب عدم تكرار المادة إلا فى حالات نادرة، ولذا نجده يترجم ترجمة مطولة فى موضع ويختصرها فى المواطن الأخرى.
وقد أشرت إلى نماذج متعددة من هذا المنهج عند موضعه فى هذا الكتاب.
[منهجه فى عرض المادة العلمية]
تبدو ملامح ابن سعد المنهجية فى إيراده للأخبار التى تتسق وصفات المترجم له وما اشتهر به.
فمثلا عرف عن سلمة بن الأكوع أنه بطل المشاة والرماة المبرزين، وعرف عمر ابن الخطاب بالصرامة التى لا تعرف الوهن، كما عرف حسان بن ثابت بدفاعه عن الرسول والإسلام. ومن ثم كانت مكونات تراجمهم تتسق وهذه الصفات.
يضاف إلى ذلك أن ابن سعد راعى أن يبدأ كل ترجمة بتحقيق نسب المحارب، متحدثًا عن نسب أبيه ونسب أمه متتبعا سلسلة هذه الأنساب إلى أجيال عديدة، ثم ينتقل إلى الحديث عن أولاده وأمهاتهم، متحدثًا عن نسب هؤلاء الأمهات أيضًا.
ويسود فى منهجه بالنسبة لتراجم الصحابة الاستطراد فى الحديث عن سلسلة الصحابى المحارب وعن تاريخها، وعما إذا كانت ذريته بقيت بالمدينة أو رحلت عنها متخذة لها من أى مكان آخر بالدولة الإسلامية موطنا.
كما يبين ابن سعد الوقت الذى اعتنق فيه الصحابى المحارب الإسلام وأسلم على يدى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وترتيبه فى الدخول فى الإسلام وهل كان الخامس أو السادس مثلًا.
كذلك لا ينسى ابن سعد أن يذكر ما إذا كان الصحابى الذى يترجم له قد اشترك فى الهجرة الأولى إلى الحبشة أم الثانية.