للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مُجّ على وجهه، فقمتُ فاتبعتُ السائِلَ حتَّى سأل سعيدَ بن المسيّب فلزمتُ سعيدًا، فكان هو الغالب على علْم المدينة والمستفتى هو وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام وسُليمان بن يسار، وكان من العلماء، وعُرْوَةُ بن الزّبير بَحْرٌ من البحور وعُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة فمثل ذلك أبو سلمة بن عبد الرّحمن وخَارِجة بن زيد بن ثابت والقاسم وسالم، فصارت الفتوى إلى هؤلاء وصارت من هؤلاء إلى سعيد بن المسيّب وأبى بكر بن عبد الرّحمن وسليمان بن يسار والقاسم بن محمّد عَلَى كَفٍّ من القاسم عن الفتوى إلّا أن لا يَجِدَ بُدًّا، وكان رجال من أشباههم وأسَنّ منهم من أبناءِ الصحابة وغيرهم ممّن أدركتُ ومن المهاجرين والأنصار كثيرٌ بالمدينة يُسألون ولا ينصِبون أنفسهم هيئةَ مَا صنعَ هؤلاءِ، وكان لِسعيد بن المسيّب عند النّاس قدر كبيرٌ عظيم لخصالٍ: وَرَعٍ يَابِسٍ ونَزاهةٍ وكلامٍ بحَقٍّ عند السلطان وغيرهم ومجانبةِ السلطان وعِلْمٍ لا يشاكله علمُ أحَدٍ ورأىٍ بعدُ صَلِيبٍ ونعم العَوْنُ الرّأىُ الجَيّدُ، وكان ذلك عند سعيد بن المسيّب رحمه الله مِن رَجلٍ فيه عِزّةٌ لا تَكَاد تراجعُ إلّا إلى مَحَكٍّ، ما استطعتُ أن أواجهه بمَسألةٍ حتَّى أقول: قال فلان كذا وكذا وقال فلانُ كذا وكذا، فيجيب حينئذٍ.

أُخبِرت عن مالك بن أنس عن الزّهريّ قال: كنتُ أجالِس ثَعْلبةَ بن أبي مالك قال: فقال لي يومًا تريد هذا؟ قال: قلتُ نعم: قال: عليك بسعيد بن المسيّب: قال: فجالستُه عشرَ سنين كَيَوْمٍ واحد.

* * *

[باب]

أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا مالك بن أبي الرجال عن سليمان بن عبد الرّحمن بن خَبّاب قال: أدركتُ رجالًا من المهاجرين ورجالًا من الأنصار من التابعين يُفتون بالبلد، فأمّا المهاجرون فسعيد بن المسيّب وسليمان بن يسار وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام وأبان بن عثمان بن عفّان وعبد الله بن عامر بن ربيعة وأبو سلمة بن عبد الرّحمن وعُبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعروة بن الزّبير والقاسم وسالم، ومن الأنصار خارجة بن زيد بن ثابت ومحمود بن لبيد وعمر بن خَلْدة الزُّرَقيّ وأبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حَزْم وأبو أُمامة بن سهل بن حُنيف.