للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سريّة بشير بن سعد الأنصارى إلى يَمْن وجَبار (١)

ثمّ سرية بشير بن سعد الأنصارى إلى يَمْن وجَبَار فى شوّال سنة سبع من مُهاجَر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قالوا: بلغ رسولَ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أنّ جمعًا من غَطَفَان بالجناب قد واعدهم عُيينة بن حصن ليكون معهم ليزحفوا إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فدعا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بَشير بن سعد فعقد له لواءً وبعث معه ثلاثمائة رجل، فساروا اللّيلَ وكمنوا النّهار حتى أتوا إلى يَمن وجَبار وهى نحو الجناب، والجناب يُعارضُ سَلاح وخَيبَر ووادى القُرى، فنزلوا بسلاح ثمّ دنوا من القوم فأصابوا لهم نعمًا كثيرًا وتفرّق الرّعاء، فحذّروا الجمع فتفرّقوا ولحقوا بعلياء بلادهم، وخرج بشير بن سعد فى أصحابه حتى أتى محالّهم فيجدها وليس فيها أحدٌ،؟ فرجع بالنعم وأصاب منهم رجلين فأسرهما وقدم بهما إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأسلما فأرسلهما.

* * *

عمرة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، القَضيّة (٢)

ثمّ عُمرة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، القَضِيّة فى ذى القعدة سنة سبع من مُهاجَره. قالوا: لمّا دخل هلال ذى القعدة أمر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أصحابه أن يعتمروا قَضاءً لعمرتهم التى صدّهم المشركون عنها بالحُديبية، وأن لا يتخلّف أحدٌ ممّن شهد الحُديبية. فلم يتخلّف منهم أحدٌ إلّا رجالٌ استُشهدوا منهم بخيبر ورجال ماتوا. وخرج مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قومٌ من المسلمين عُمّارًا فكانوا فى عُمرة القضيّة ألفين، واستخلف على المدينة أبا رُهمٍ الغفارىّ وساق رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ستّين بَدَنَةً وجعل على هَدْيهِ ناجيَةَ بن جُندَب الأسلمى، وحمل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، السّلاح البَيضَ والدّروع والرّماح وقاد مائةَ فَرس، فلمّا انتهى إلى ذى الحُليفة قدّم الخيلَ أمامَه عليها محمّد بن مَسلمة، وقدّم السّلاِحَ واستعمل عليه بَشير بن سعد، وأحرم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من باب المسجد ولبّى والمسلمون معه يلبّون، ومضى محمّد بن مسلمة فى الخيل إلى مَرّ الظّهران فوجد بها نفرًا من قريش فسألوه فقال: هذا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يُصبح هذا المنزلَ غدًا إن شاء الله: فأتوا قريشًا فأخبروهم


(١) مغازى الواقدى ص ٧٢٧.
(٢) مغازى الواقدى ص ٧٣١.