للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غزاة إلى الشام، فشهد الحارث بن هشام فِحْل وأجنادين ومات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمانى عشرة، فتزوج عمر بن الخطاب ابنته أم حَكِيم بنت الحارث وهي أخت عبد الرحمن بن الحارث فكان عبد الرحمن بن الحارث يقول: ما رأيت رَبِيبًا خيرًا من عمر بن الخطاب، وكان عبد الرحمن بن الحارث من أشراف قريش والمنظور إليه، وله دار بالمدينة رَبَّة، يعني كبيرة كثيرة الأهل.

* * *

١٠٨٤ - عِكْرِمة بن أَبِى جَهل

واسمه عَمْرو بن هشام بن المُغِيرَة بن عبد الله بن عُمَر بن مَخْزُوم (١)، وأمه أم مجالد بنت يَرْبُوع مِنْ بنى هلال بن عَامر (٢).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أَبِى سَبْرَةَ عن موسى بن عُقْبة عن أَبِى حَبِيبَة مولى الزبير عن عبد الله بني الزبير قال: لما كان يوم فتح مكة، هرب عِكْرِمة بن أبي جَهل إلى اليمن، وخاف أن يقتله رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة لها عَقْل، وكانت قد اتبعت رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فجاءت إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقالت: إن ابن عَمِّى عِكْرِمَة قد هرب منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فأمنه، قال: قد أمنته بأمان الله، فمن لقيه فلا يعرض له. فخرجت في طلبه فأدركته في ساحل من سواحل تِهَامَة، وقد ركب البحر، فجعلت تلوح إليه وتقول: يا ابن عمى جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وأخير الناس، فلا تهلك نفسك، وقد استأمنتُ لك منه فأمنك، فقال: أنتِ فعلتِ ذلك؟ قالت: نعم، أنا كلّمته فأمنك. فرجع معها (٣).


١٠٨٤ - من مصادر ترجمته: سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٣٢٣ وقد ترجم له المصنف فيمن نزل مكة من الصحابة، كما ترجم له فيمن نزل الشام من الصحابة.
(١) وكذا نسبه خليفة في الطبقات ص ٢٠.
(٢) الزبيرى ص ٣١١.
(٣) مختصر ابن عساكر ج ١٧ ص ١٣٥، ١٣٦.