للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والأموات ثمّ اطّلع المنبر فقال: إنّى بين أيديكم فرطٌ وأنا عليكم شهيد! وإنّ موعِدكم الحوض وإنّي لأنظر إليه وأنا في مقامي هذا، وإنّي لستُ أخشى عليكم أن تشركوا، ولكن أخشى عليكم الدُّنيا أن تُنافسوا فيها (١).

قال عقبة: وكانت آخر نظرةٍ نظرتُها إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

* * *

ذكر أَوّل ما بدأ برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وجعه الذي توفّى فيه

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزّهريّ عن أبيه عن صالح بن كَيسان عن ابن شهاب قال قالت عائشة: بدأ برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، شكوُهُ الّذي توفّى فيه وهو في بيت مَيْمونَة، فخرج في يومه ذلك حتَّى دخل عليّ، قالت: فقلت وارأساهْ! فقال: وددتُ أنّ ذلك يَكون وأنا حيّ فأصلّى عليك وأدفنك! قالت فقلتُ غَيْرَى: أوَ كأنَّك تحبّ ذلك؟ لكأنّي أراك في ذلك اليوم مُعرِسًا ببعض نساء! قالت فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بل أنا وا رأساهْ! ثمّ رجع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى بيت ميمونة فاشتدّ وجعه.

أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا محمّد بن مُسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال: دخل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على عائشة فقالت: وارأساهْ! فقال النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بل أنا وارأساهْ! فكان أوّل وجعه الذي مات فيه، وكان لا يشكو وجعًا يَيْجَعُه.

أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا أبو معْشر عن محمّد بن قيس قال محمّد بن عمر: وأخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ عن أبيه عن جدّه قال: أوّل ما بدأ برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، شكوُهُ يومَ الأربعاء فكان شكوُه إلى أن قُبض، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثلاثة عشر يومًا.

* * *


(١) النويري ج ١٨ ص ٣٦٢.