للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: أنا أحملك عُقْبةً بالليل وعُقْبَةً بالنهار، ويدك أُسوة يدي وسهمك لي! قال واثلةُ: نعم. فقال واثلة بعد ذلك: جزاهُ الله خيرًا! لقد كان يحملني عُقْبَتي، ويَزيدني وآكلُ معه ويرفع لي، حتى إذا بعث رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، خالد بن الوليد إلى أُكَيْدِر بن عبد الملك الكِنْديّ بدُومة الجَنْدَل خرج كعب بن عُجْرَةَ في جيش خالدٍ، وخرجت معه فأصبنا فَيْئًا (١) كثيرًا، فقسمه خالد بيننا، فأصابني سِتُّ قَلَائص (٢)، وأقبلت أسُوقها حتى جئت بها خيمةَ كعب بن عُجْرَة فقلت: اخرجْ رحمك الله فانظرْ إلى قلائصك فاقبضها! فخرج إليّ وهو يتبسّم ويقول (٣): بارك الله لك فيها! ما حملتك وأنا أريد أن آخذ منك شيئًا (٤).

وكان واثلةُ من أهل الصُّفَّة، فلما قُبض رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، خرج إلى الشام وهذا كله حدثنا به محمد بن عمر فيما ذكره من غزوة تَبُوك، مَا خَلَا نَسَب واثلَةَ فإنه أخبرنا به هِشام بن محمد بن السائب الكَلْبي عن أبيه.

قال: وأخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن أَبِي الزَّاهِرِيَةِ قال: مات واثلةُ بن الأسقع بالشام سنة خمس وثمانين وهو ابن ثمان وتسعين سنة.

* * *

٧٩٠ - مُعَاوِيَةُ بنُ مُعَاوِيَة اللّيْثِيّ

ويُقال مُزَنِيّ. قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدّثنا العلاء أبو محمد الثقفي، قال: سمعت أنس بن مالك قال: كُنّا مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بتَبُوك، فَطَلَعت الشمسُ بضياءٍ وشُعَاعٍ ونُور لم نرها طلعت فيما مضى، فأتى جبريلُ النبيَّ، - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: يا جبريل! مالي أرى الشمس اليوم طلعت بِضياءٍ ونورٍ


(١) الواقدي "فيها" ورواية الأصل هنا وردت لدى ابن عساكر في تاريخه.
(٢) القلائص: جمع قلوص وهي الشابة من الإبل.
(٣) في الأصل: "وهو يتبسم وهو يقول" وقد اتبعت ما ورد بالمغازي للواقدي ومثله لدى ابن منظور في المختصر.
(٤) الواقدي في المغازي ص ١٠٢٨.
٧٩٠ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٥ ص ٢١٤.