للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلى أن قُتل رحمه الله. واجتمع النّاس بأذرح في شعبان سنة ثمان وثلاثين، وحضرها سعد بن أبي وقّاص وابن عمر وغيرُهما من أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقدّم عمرو أبا موسى فتكلّم فخلع عليًّا، وتكلّم عمرو فأقَرّ معاوية وبايع له، فتفرّق النّاس على هذا.

* * *

ذكر عبد الرّحمن بن مُلْجَم المرادى وبيعة عليّ ورَدِّه إياه وقوله: لتُخْضَبَنَّ هذه من هذه، وتَمَثُّله بالشعر وقَتْله عليًّا، عليه السلام، وكيف قتله عبد الله بن جعفر والحسين بن عليّ ومحمّد بن الحنفيّة

أخبرنا الفضل بن دُكين أبو نُعيم، أخبرنا فِطر بن خليفة قال: حدّثني أبو الطّفيل قال: دعا عليّ النّاسَ إلى البيعة، فجاءَ عبد الرّحمن بن ملجم المرادى فردّه مرّتين، ثمّ أتاه فقال: ما يَحْبِسُ أشقاها، لَتُخْضَبَنّ أو لَتُصَبغنَّ هذه من هذا، يعني لحيته من رأسه، ثمّ تمثّل بهذين البيتين:

اُشْدُدْ (١) حَيازيمَكَ (٢) للمَوتِ … فَإنّ المَوتَ لاقِيكا

ولا تَجْزَعْ من القَتْلِ … إذا حَلّ بوادِيكا (٣)


(١) في هامش ل "اشدد" إلخ. الوزن مكسور في هذه الأبيات التي رويت مرارًا. ويرى المبرد في الكامل ج ١ ص ٥٥٢، أن تحذف "اشدد" راجع الأغانى جـ ١٤ ص ٣٤ س ٢٧ - ٢٨، وأسد الغابة جـ ٤ ص ٣٥ س ١٠".
قلت: والذى أورده المبرد في الكامل عقب إيراده لهذين البيتين: والشعر إنما يصح بأن تحذف (اشدد) فتقول:
حيازيمك للموت … فإن الموت لاقيكا
ولكن الفصحاء من العرب يزيدون ما عليه المعنى، ولا يعتدون به في الوزن. ويحذفون من الوزن، علما بأن المخاطَب يعلم ما يريدونه، فهو إذا قال: حيازيمك للموت، فقد أضمر "اشدد" فأظهره، ولم يَعْتَدّ به.
وهذه الزيادة تسمى في علم العروض "الخَزْم" وهو زيادة تكون في أول البيت لا يعتدّ بها في التقطيع وتكون بحرف إلى أربعة أحرف.
(٢) الحيازيم: مفردها حيزوم وهو ما اشتمل عليه الصدر. والمعنى. وطن نفسك على الموت.
(٣) البيتان في الكامل للمبرد ج ٣ ص ١١٢١ طبع مؤسسة الرسالة بيروت، وصفة الصفوة ج ١ ص ٣٣٣، وأسد الغابة ٤ ص ١١٨، والخلفاء الراشدون للذهبى ص ٦٤٨، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج ١٨ ص ٨٩. وفى الأصول "لاقيك" وقد اتبعت ما ورد بالمصادر السابقة.