للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالت: فبعثت إليه بموسَى مع ابنى أَبى حُسَين، قال: وكانت تحضنه ولم يكن ابنها ولادة، قالت: فلمّا ولّى الغلام قلت أَدرك والله الرجلُ ثَأْرَه، أيّ شئ صنعتُ؟ بعثت هذا الغلام بهذه الحديدة فيقتله ويقول رجل برجل. فلمّا أتاه ابنى بالحديدة تناولها منه ثمّ قال ممازحًا له: وأبيك إنّك لجَرِئٌ! أما خَشِيَتْ أمّك غدرى حين بعثت معك بحديدَة وأنتم تريدون قَتْلى؟ قالت ماوِيّة: وأنا أسمع ذلك، فقلت: يا خُبَيب إنّما ائتمنتك بأمان الله وأعطيتك بإلهك ولم أُعطك لتقتل ابنى. فقال خُبَيْب: ما كنت لأقتلَه وما نستحلّ في ديننا الغَدْر. قالت: ثمّ أخبرته أنّهم مُخْرجوه فقاتلوه بالغداة. قالت: فأخرجوه في الحديد حتى انتهوا به إلى التَّنْعِيم (١).

وخرج معه الصِّبيان والنساء والعبيد وجماعة أهل مكّة فلم يتخلّف أَحَدٌ إِمّا مَوتور فهو يريد أن يتشافى بالنظر من وِتْرِه، وإمّا غير مَوتور فهو مُخالف للإسلام وأهله. فلمّا انتهوا إلى التنعيم ومعه زيد بن الدثنة أمروا بخشبة طويلة فحفر لها فلما انتهوا بخُبَيْب إلى خشبته قال: هل أنتم تارِكِيَّ فأُصَلِّى ركعتين؟ قالوا: نعم. فركع ركعتين أتّمهما من غير أن يطوّل فيهما. أخبرنا بهذا كلّه محمد بن عمر عن رجاله من أهل العلم (٢).

٥٠٩٢ - أُمُّ طَارِق

مَوْلَاةُ سَعْدٍ.

أخبرنا يَعْلَى بن عُبَيد، حدّثنا الأَعْمَش، عن جعفر بن عبد الرحمن الأنصارى، عن أمّ طارق مولاة سعد قالت: جاء النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى سعد فاستأذن، فسكتَ سعد ثلاثًا، فانصرف النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأرسلنى سعد إليه أنّه لم يمنعنا أن نأذن لك إلّا أنّا أردنا أن تزيدنا. قالت: فسمعت صوتًا على الباب


(١) التنعيم: هو عند طرف حرم مكة من جهة المدينة على ثلاثة أميال من مكة (شرح على المواهب اللدنية ج ٢ ص ٨٣).
(٢) أورده الواقدى في المغازى ج ١ ص ٣٥٧ - ٣٥٨.
٥٠٩٢ - من مصادر ترجمتها: الإصابة ج ٨ ص ٢٤٥.