قال: أخبرنا أنس بن عِياض أبو ضَمْرة عن يونس بن يزيد عن ابن شِهاب قال: حُمِلَ أُسامة بن زيد حين مات من الجُرْف إلى المدينة.
* * *
٣٧٩ - أبو رافع مولى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -
واسمه أسلم، وكان عبدًا للعبّاس بن عبد المطّلب فوهبه للنبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا بُشّرَ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بإسلام العبّاس أعتقه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
قال: أخبرنا رُوَيْم بن يزيد المُقْرِئ قال: حدّثنا هارون بن أبي عيسى وأخبرنا أحمد بن محمد بن أيّوب قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال: حدّثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عبّاس عن عكرمة مولى ابن عبّاس قال: قال أبو رافع مولى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: كنتُ غلامًا للعبّاس بن عبد المطّلب وكان الإسلام قد دخَلَنا أهلَ البيت فأسلم العبّاس وأسلمَتْ أمّ الفضل وأسلمتُ، وكان العبّاس يهاب قومَه ويكره خلافهم، وكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثيرٍ متفرّقٍ في قومه وكان أبو لَهَبٍ عدوًّا لله قد تخلّف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك كانوا صنعوا لم يتخلّف رجل إلا بعث مكانَه رجلًا.
فلمّا جاء الخبرُ عن مُصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه وَوَجَدْنا في أنفسنا قوةً وعِزًّا، وكنتُ رجلًا ضعيفًا، وكنتُ أعمل الأقداح أنْحتُها في حُجْرة زمزم فوالله إنِّي لجَالس فيها أنحت أقداحي وعندي أمّ الفضل جالسة وقد سَرّنا ما كان من الخبر إذ أقبل الفاسق أبو لهب يجرّ رجليه بشَرّ حتّى جلس على طُنُب الحجْرة وكان ظهره إلى ظهري، فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب قد قدم، قال: فقال أبو لهب: هلمّ إليّ يابن أخي فعندك لعمرى الخبرُ.
قال فجلس إليه والناس قِيام عليه فقال: يابن أخي أخْبِرْني كيف كان أمر الناس؟ قال: لا شيء والله إن هو إلّا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافَنا يقتلوننا
٣٧٩ - من مصادر ترجمته: سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١٦.