من الأنصار وأسلما وقدما بالإسلام المدينة، وفي ذلك روايةٌ لهما، ويُجعَل رافع في الثمانية النفر الذين يُرْوَى أنّهم أوّل من أسلم من الأنصار بمكّة ويُجْعَل في الستّة النفر الذين يروى أنّهم أوّل من أسلم من الأنصار وليس قبلهم أحد. قال محمّد بن عمر: وأمر الستّة النفر أثبت الأقاويل عندنا والله أعلم. وقد شهد رافع بن مالك العَقَبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعًا، وهو أحد النقباء الاثني عشر الّذين من الأنصار. ولم يشهد رافع بن مالك بدرًا وشهدها ابناه رفاعة وخلّاد ولكنّه قد شهد أُحُدًا وقُتل يومئذٍ شهيدًا في شوّال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الملك بن زيد من ولد سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل عن أبيه قال: آخى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بين رافع بن مالك الزّرقي وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل. فهؤلاء النقباء من الأنصار الذين نَقّبَهم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على قومهم ليلةَ العَقَبة وهم اثنا عشر رجلًا.
* * *
ذكر كلثوم بن هِدْم العَمْري وعدّة ممّن يروون أنهم شهدوا بدرًا وليس ذلك بثبت
٣٥٩ - كلثوم بن الهِدْم
ابن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا مُجَمّع بن يعقوب عن سعيد بن عبد الرحمن بن رُقيش عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن عمّه مجمّع بن جارية وأخبرني محمّد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عثمان بن وثّاب مولى بني حمزة عن أبي غطفان عن ابن عبّاس قالا: كان كلثوم بن الهدم رجلًا شريفًا وكان شيخًا كبيرًا، وأسلم قبل مقدم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، المدينة. فلمّا هاجر رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ونزل في بني عمرو بن عوف نزل على
٣٥٩ - من مصادر ترجمته: سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٤٢.