للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فانفرد طليحةُ بعكّاشة وسلمة بثابت، فلم يَلْبَثْ سلمة أنْ قَتَلَ ثابت بن أقرم فصرخ طليحة لسلمة أعنّى على الرجل فإنّه قاتلى، فكَرّ سلمةُ على عُكّاشة فقتلاه جميعًا، ثمّ كرّا راجعين إلى من وراءهما من النّاس فأخبراهم، فسُرّ عُيَيْنَةُ بن حِصْن، وكان مع طليحة، وكان قد خلّفه على عسكره، وقال: هذا الظّفَرُ. وأقبل خالد بن الوليد ومعه المسلمون فلم يَرُعْهم إلا ثابت بن أقرم قتيلًا تَطؤه المَطيّ، فعظُمَ ذلك على المسلمين، ثمّ لم يسيروا إلا يسيرًا حتى وطئوا عكّاشة قتيلًا، فثقل القومُ على المطيّ كما وصف واصفهم حتَّى ما تكاد المطىّ ترفع أخفافها.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الملك بن سليمان عن ضَمْرة بن سعيد عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي واقد اللّيثيّ قال: كنّا نحن المقدّمة مائتى فارس وعلينا زيد بن الخطّاب، وكان ثابت بن أقرم وعُكّاشة بن محصن أمامنا، فلمّا مرَرْنا بهما سئَ بنا، وخالد والمسلمون وراءنا بعدُ، فوقفنا عليهما حتَّى طلع خالد يسيرًا فأمَرَنَا فحَفَرْنا لهما ودفنّاهما بدمائهما وثيابهما، ولقد وجدنا بعكاشة جراحاتٍ مُنْكَرة.

قال محمّد بن عمر: وهذا أثبت ما روى في قتل عكّاشة بن محصن وثابت بن أقرم عندنا، والله أعلم.

* * *

٤٢ - أَبو سِنان بن مِحْصن

ابن حُرثان بن قيس بن مرّة بن كبير بن غَنْم بن دُودان بن أسد بن خزيمة، شهد بدرًا وأُحُدًا والخندق، وتوفى والنّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، محاصرٌ بنى قُريظة.

قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: أوّل من بايع النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بيعة الرضوان أبو سنان الأسديّ، قال محمّد بن عمر: هذا الحديث وَهْلٌ، أبو سنان توفى والنّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، محاصر بنى قُريظة سنة خمس من الهجرة، ودفن في مقبرة بنى قريظة اليوم، وتوفى وهو ابن أربعين سنة، وكان أسَنّ من عكّاشة بسنتين، ولكنّ الّذى بايع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في بيعة الرضوان يوم الحُديبية سنة ستّ، سنان بن أبي سنان بن محصن، وكان قد شهد بدرًا مع أَبيه، وشهد أُحُدًا والخندق والمشاهد.


٤٢ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٦ ص ١٥٧.