للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُصعب بن عُمير وهو مُنجعف على وجهه فقَرَأ هذه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [سورة الأحزاب: ٢٣]، إلى آخر الآية، ثم قال: إنّ رسولَ الله يَشْهَدُ أنّكُمُ الشّهَداءُ عِنْدَ الله يَوْمَ القيامَة، ثمّ أقبل على النّاسِ فقال: أيّها النّاس زوروهم وأتوهم وسَلّموا عليهم، فوالّذى نفسى بيده لا يُسلّمُ عليهم مُسَلّمٌ إلى يوم القيامَة إلا رَدّوا عليه إلسلام.

قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن خَبّاب بن الأرَت قال: هاجرنا مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في سبيل الله نبتغى وجه الله فوَجَبَ أجْرُنَا علي الله فمنّا من مضى ولم يأكل من أجره شيئًا، منهم مُصعب بن عُمير، قُتل يوم أحُدٍ فلم يوجد له شئٌ يُكْفَنُ فيه إلّا نَمِرَةً، قال فكُنّا إذا وضعناها على رأسه خرجت رجلاه وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسه، فقال لنا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اجعلوها ممّا يلى رأسه واجعلوا على رجليه من الإذْخرِ، ومنّا من أيْنَعَتْ له ثمرتُه فهو يَهْدِبُها.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن شُرَحْبيل العَبْدَريّ عن أبيه قال: كان مُصعب بن عُمير رقيقَ البَشَرَة حسن اللمّة ليس بالقصير ولا بالطويل، قُتل يوم أُحُد على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة وهو ابن أربعين سنة أو يزيد شيئًا، فوقف عليه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو في بُرْدَةِ مقتولٍ فقال: لقد رأيتك بمكّة وما بها أحد أرَقّ حُلّة ولا أحسنُ لِمّةً مَنك، ثمّ أنتَ شَعِثُ الرّأس في بُرْدَةٍ. ثمّ أمر به يُقْبَرُ فنزل في قبره أخوه أبو الرّوم بن عُمير وعامر بن ربيعة وسُويبط بن سعد بن حَرْملة.

* * *

٥٨ - سُوَيْبِطُ بن سعد

ابن حَرْمَلَةَ بن مالك، وكان مالك شاعرًا، ابن عُمَيْلَةَ بن السّبّاق بن عبد الدار بن قُصيّ، وأمّه هُنيدة بن خَبّاب أبى سِرْحان بن مُنْقذ بن سُبيع بن جُعْثُمَة بن سعد بن مُليح من خُزاعة، وكان سُويبط من مهاجرة الحبشة.


٥٨ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٢ ص ٤٨٧. والإصابة ج ٣ ص ٢٢٢.