قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن خَيْثَمةَ قال: لما جاءَ عبدَ الله نَعيّ أخيه عتبة دمعت عيناه فقال إنّ هذه رحمةٌ جعلها الله لا يملكها ابن آدَمَ.
* * *
٤٠٦ - شُرَحْبيل بن حَسَنة
وهى أمّه وهى عدويّة، وهو ابن عبد الله بن المُطاع بن عمرو بن كِنْدة حليف لبنى زهرة ويُكنى أبا عبد الله، وهو من مهاجرة الحبشة فى الهجرة الثانية. وكان محمد بن إسحاق يقول: كانت حَسَنَة أمّ شُرَحْبيل امرأة سُفْيان بن مَعْمَر بن حبيب بن وَهْب بن حُذافة بن جُمَحَ، وكان له منها من الولد خالد وجنادة ابنا سفيان فهاجر سفيان بن معمر إلى أرض الحبشة فخرج بامرأته حَسَنَة معه وخرج بولده خالد وجُنادة معه، وأخرج معهم أخاهم لأمّهم شُرَحْبيل بن حَسَنَة فى الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة. وكان محمد بن عمر يقول: بل كان سفيان بن معمر بن حبيب الجُمَحى أخا شُرَحْبيل بن حَسَنَة لأمّه، وكانت أمّ سفيان لم تكن امرأته، وهاجر إلى أرض الحبشة ومعه أخوه شُرَحْبيل ومعه أمّه حَسَنَة ومعه ابناه جُنادة وخالد. وكان أبو معشر يذكر شُرَحْبيل بن حَسَنَة وأمّه فيمن هاجر من بنى جُمَحَ إلى أرض الحبشة، ولا يذكر سفيان بن معمر ولا أحدًا من ولده. ولم يذكر موسى بن عقبة أحدًا منهم ولا ذكر شُرَحْبيل فى روايته فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
قال محمد بن عمر: حِلْفُ شُرَحْبيل وأبيه لبنى زُهْرة وإنّما ذُكر فى بنى جُمَحَ لسبب سفيان بن معمر الجُمحيّ، وكان شُرَحبيل من عِلْيَة أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وغزا معه غزوات، وهو أحد الأمراء الذين عقد لهم أبو بكر الصّدّيق إلى الشام. ومات شُرَحْبيل بن حَسَنَة فى طاعون عَمَواس بالشأم سنة ثمانى عشرة فى خلافة عمر بن الخطّاب وهو ابن سبع وستّين سنة.
٤٠٦ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٢ ص ٥١٢، كما ترجم له المصنف فيمن نزل الشام من الصحابة.