للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبي بكر بن عبد الرحمن قال: دخلوا مكّة ولم يدخل أحد منهم إلّا بجوار، إلّا ابن مسعود فإنّه مكثَ يسيرًا ثمّ رجع إلى أرض الحبشة (١).

قال محمّد بن عمر: فكانوا خرجوا في رجب سنة خمس فأقاموا شعبانَ وشهرَ رمضان وكانت السَّجدةُ في شهر رمضان وقدِموا في شوّال سنة خمس (٢).

* * *

[ذكر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة]

أخبرنا محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي قال: حدّثني سيف بن سليمان عن ابن أبي نَجيح قال: وحدّثني عُتبة بن جَبيرة الأشهلي عن يعقوب بن عمر بن قتادة قال: سمعت شيخًا من بني مخزوم يحدّث أنّه سمع أُم سَلَمة قال: وحدّثنا عبد الله بن محمّد الجُمَحي عن أبيه عن عبد الرحمن بن سابط قالوا: لمّا قدم أصحاب النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، مكّة من الهجرة الأولى اشتدّ عليهم قومهم وسَطَت بهم عَشَائرهم ولَقوا منهم أذًى شديدًا، فَأذنَ لهم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، في الخروج إلى أرض الحبشة مرة ثانية، فكانت خرجتهم الآخرة أعظمهما مشقّة ولقوا من قريش تعنيفًا شديدًا ونَالوهم بالأذى، واشتدّ عليهم ما بَلَغهم عن النّجاشيّ من حُسْنِ جِواره لهم، فقال عثمان بن عفّان: يا رسول الله فهجرتنا الأولى وهذه الآخرة إلى النجاشيّ ولستَ معنا؟ فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: أنتم مُهاجرون إلى الله وَإلَيّ، لَكُمْ هَاتَانِ الهِجْرَتَانِ جَمِيعًا، قال عثمان: فَحَسْبُنَا يا رسول الله (٣).

وكان عدّة مَن خَرج في هذه الهجرة من الرّجال ثلاثة وثمانون رجلًا، ومن النساء إحدى عشرةَ امرأةً قرشيّة، وسبع غرائب (٤)، فأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند النجاشيّ بأحسن جوار، فلمّا سَمعوا بمهاجَر رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، إلى


(١) المصدر السابق ص ٢٣٥.
(٢) نفس المصدر والصفحة.
(٣) الصالحي: سبل الهدى ج ٢ ص ٥١٧ نقلًا عن ابن سعد.
(٤) النويري: نهاية الأرب ج ١٦ ص ٢٤١ نقلًا عن ابن سعد.