للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غضب الإلهُ عَلَى الزِّبَعْرَى وابنهِ … وعذابُ سوءٍ في الحياةِ مُقيمِ

فلمَّا بلغ ابن الزِّبعرى شعر حَسّان بن ثابت هذا تهيأ للخروج، فقال له هُبَيرة بن أبي وهب: أين تريد يا بن (١) عم؟ قال: أردتُ محمدًا. قال: تُرِيد أن تَتَّبعه؟ قال: إِى والله! قال: يقول هبيرة: يا ليت أنى كنتُ رافقتُ غيرك! والله ما ظننت أنك تتبع محمدًا أبدًا! قال ابن الزِّبعرى: فهو ذاك، فعلى أي شئ نقيم مع بنى الحارث بن كعب وأترك ابن عمى وخير الناس وأبر الناس، ومع قومى ودارى أحب إلى.

فانحدر ابن الزبعرى حتى جاء رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو جالس في أصحابه، فلما نظر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: هذا ابن الزبعرى ومعه وجه فيه نور الإسلام. فلما وقف عليه قال: السلام عليك، أي رسول الله! شهدتُ أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، والحمدُ لله الذي هَدَانى للإسلام، فقد عاديتك وأَجْلَبت عليك، وركبتُ الفرس والبعير ومشيت على قَدَمَيّ في عداوتك، ثم هربت منك إلى نَجْرَانَ، وأنا أريد أن لا أَقربَ الإسلام أبدًا، ثم أرادنى الله منه بخير فألقاه في قلبى وحَبّبه إلَيّ، فذكرت ما كنتُ فيه من الضلالة واتباع ما لا ينفع ذا عَقْل، من حجر يُعْبَد ويُذْبَح له، لا يَدرى مَن عبده وَلَا مَن لَا يَعبده. فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الحمد لله الذي هداك للإسلام، أحمد الله أن الإسلام يَحُتُّ ما كان قبله.

قال: وأقام هُبَيْرة بن أَبِى وهب بنجران مشركًا حتى مات بها، وأسلمت امرأته أم هانئ بنت أبى طالب يوم الفتح (٢).

* * *

ومن بنى جُمَح بن عَمرو بن هُصَيْص بن كَعب:

١١٠٨ - صَفْوَان بن أُمَيَّة

ابن خَلَف بن وَهْب بن حُذَافَة بن جُمَح، وأمه صَفِيّة بنت مَعْمَر بن حَبِيب بن وَهْبَ بن حُذَافَة بن جُمَح (٣).


(١) كذا في الأصل ومثله لدى الواقدي ص ٨٤٨، وقرأها محقق ط "أين تريد ابن عم".
(٢) قصة إسلام ابن الزبعرى بطولها أوردها الواقدي في المغازي ص ٨٤٧، ٨٤٨.
١١٠٨ - من مصادر ترجمته: سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٦٢، كما ترجم له المصنف فيمن نزل مكة من الصحابة.
(٣) نسب قريش ص ٣٨٨، والمنمق ص ٤٠٠.