للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أمرهم، فأخذ اللواءَ جعفر بن أبي طالب ولبس السلاحَ، وقال غيره: أخذ زيد اللّواءَ وكان رأس القوم ثمّ حمل جعفر حتَّى إذا هَمّ أن يخالطَ العدوّ رجع فوحّشَ بالسّلاح ثمّ حمل على العدوّ وطاعن حتَّى قُتل، ثمّ أخذ اللّواءَ زيدُ بن حارثة وطاعن حتَّى قُتل، ثمّ أخذ اللّواءَ عبد الله بن رواحة وطاعن حتى قُتِل، ثمّ انهزم المسلمون أسوَأ هزيمةٍ رأيتُها قطّ حتَّى لم أرَى اثنين جميعًا، ثمّ أخذَ اللّواءَ رجلٌ من الأنصار ثمّ سعى به حتَّى إذا كان أمامَ النّاس رَكزَه ثمّ قال: إليّ أيّها النّاس! فاجتمع إليه النّاس حتى إذا كثروا مشى باللّواء إلى خالد بن الوليد فقال له خالد: لا آخذه منك أنت أحَقُّ به: فقال الأنصاري: والله ما أخذته إلّا لك! فأخذ خالد اللّواء ثمّ حمل على القوم فهزمهم الله أَسوا هزيمةٍ رأيتها قطّ حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شَاءُوا وقال: فأتيت رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأخبرته فشقّ ذلك عليه فصَلّى الظّهرَ ثمّ دخل، وكان إذا صلّى الظهر قام فركع ركعتين ثمّ أقبل بوجهه على القوم فشقّ ذلك على النّاس، ثمّ صلّى العصر ففعل مثل ذلك، ثمّ صلّى المغرب ففعل مثل ذلك، ثمّ صلّى العَتَمَة ففعل مثل ذلك، حتى إذا كان صلاة الصّبح دخل المسجد ثمّ تبسّم، وكان تلك السّاعة لا يقوم إليه إنسانٌ من ناحية المسجد حتى يصلّى الغداة، فقال له القوم حين تبسّم: يا نبيّ الله بأنفسنا أنت! ما يعلم إلّا الله ما كان بنا من الوجد منذ رأينا منك الذي رأينا! قال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كان الّذى رأيتم منّى أنّه أحزَنَنى قتل أصحابى حتى رأيتهم في الجنّة إِخوَانًا على سُرُرٍ متقابلين ورأيت في بعضهم إِعْرَاضًا كأنّه كره السيف ورأيت جعفرًا مَلَكًا ذا جنَاحَين مُضَرّجًا بالدّماء مصبوغَ القَوادِمِ.

* * *

سريّة عمرو بن العاص إلى ذات السّلاسل (١)

ثمّ سريّة عمرو بن العاص إلى ذات السّلاسل وهي وراء وادى القرى وبينها وبين المدينة عشرة أيّام، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من مُهاجَر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.


(١) مغازى الواقدى ص ٧٦٩.