للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هِشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: كُنْتُ بَينَ شَرّ جَارَيْنِ، بَينَ أبي لَهَبٍ وَعُقْبَةَ بنِ أبي مُعَيْط إنْ كَانَا لَيَأتِيَانِ بالْفَرُوثِ فَيَطْرَحَانِهَا عَلى بَابي حَتّى أَنّهُمْ لَيَأتُونَ ببَعْضِ مَا يَطْرَحُونَ مِنَ الأذَى فَيَطْرحُونَهُ عَلى بَابِي، فيخرج به رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: يَا بَني عَبْدِ مَنَافٍ أىّ جِوَارٍ هَذَا! ثُمّ يُلْقِيهِ بالطّريقِ (١).

* * *

ذكر مَمْشى قريش إلى أبي طالب في أمره، - صلى الله عليه وسلم -

أخبرنا محمّد بن عمر الأسلمي قال: حدّثني محمّد بن لوط النّوْفَلي عن عَون بن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: وحدّثني عائذ بن يحيَى عن أبي الحُوَيْرث قال: وحدَّثني محمّد بن عبد الله ابن أخي الزّهريّ عن أبيه عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير العُذْريّ، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: لمّا رأت قريش ظهور الإسلام وجلوس المسلمين حول الكعبة سُقِط في أيديهم، فمشوا إلى أبي طالب حتى دَخَلوا عليه فقالوا: أنْت سيدنا وأفضلنا في أنفسنا، وقد رأيتَ هذا الذي فعلَ هؤلاء السُّفهاء مع ابن أخيك من تركهم آلهتنا وطَعنهم علينا وتَسْفِيههم أحلامنا، وجاءوا بعُمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا: قد جئناك بفتى قريش جمالًا ونسبًا ونَهادة وشعرًا ندفعه إليك فيكون لك نصره وميراثه وتدفع إلينا ابن أخيك فنقتله، فإنّ ذلك أجمع للعشيرة وأفضل في عواقب الأمور مَغَبّةً، قال أبو طالب: والله ما أنْصَفْتُموني، تُعطونني ابنكم أَغذُوه لكم وأعطيكم ابن أخي تقتلونه؟ ما هذا بالنّصَف، تسومونني سوم العرير الذليل! قالُوا: فأرْسِلْ إليه فلنعطه النّصَف، فأرسل (* إليه أبو طالب، فجاء رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يابن أخي هؤلاء عمومتك وأشراف قومك وقد أرادوا ينصفونك، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: قُولُوا أسْمَعْ، قالوا: تدعنا وآلهتنا، وندعك وإلهك، قال أبو طالب: قد أنصَفَك


(١) أورده صاحب الكنز برقم ٢٤٩٠٠ عن ابن سعد.
(* - *) قارن بالنويري ج ١٦ ص ٢٠١ - ٢٠٢.