للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعمرو بن الحَمِق الخزاعيّ، والذين قدموا من الكوفة مائتين رأسُهم مالك الأشتر النّخَعيّ، والّذين قدموا من البصرة مائة رجل رأسهم حُكَيم بن جَبَلَة العبدى، وكانوا يدًا واحدةً في الشرّ، وكان حُثالة من النّاس قد ضَوَوْا إليهم قد مَرِجَتْ (١) عهودهم وأماناتهم، مفتونون، وكان أصحاب النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، الذين خذلوه كرهوا الفتنة وظنّوا أن الأمر لا يبلغ قتله، فَنَدموا على ما صنعوا في أمره، ولعمرى لو قاموا أو قام بعضهم فحثا في وجوههم التراب لانصرفوا خاسرين.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني الحكم بن القاسم عن أبي عون مولى المِسْوَر بن مخرمة قال: ما زال المصريّون كافّين عن دمه وعن القتال حتى قدمت أمداد العراق من الكوفة ومن البصرة ومن الشأم، فلمّا جاءوا وشَجُعَ القومُ حين بلغهم أن البعوث قد فَصَلَتْ من العراق من عند ابن عامر، ومن مصر من عند عبد الله بن سعد، فقالوا نُعاجلُه قبل أنْ تَقْدَمَ الأمْدَادُ (٢).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة عن عبد المجيد بن سُهيل عن مالك بن أبي عامر قال: خرج سعد بن أبي وقّاص حتَّى دخل على عثمان، رحمة الله عليه، وهو محصور، ثمّ خرج من عنده فرأى عبد الرّحمن بن عُديس ومالكًا الأشتر وحُكيم بن جَبَلَةَ، فَصَفَّق بيديه إحداهما على الأخرى، ثمّ استرجع، ثمّ أظهر الكلام فقال: والله إنّ أمْرًا هؤلاء رُؤساؤهُ لأمْرُ سَوءٍ.

* * *

ذكر قتل عثمان بن عفّان، رحمة الله عليه

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون عن الحسن قال: أنبأنى وثّاب، وكان فيمن (٣) أدركَهُ عِتْق أمير المؤمنين عمر، وكان بين يدى عثمان ورأيت


(١) في متن ل "مُزِجَتْ" وفى حواشيها: الصحيح لدى الشيخ محمد عبده "مَرِجَت" وقد آثرت اختيار الشيخ اعتمادا على روايتى ت، ث، حيث ضبطت الكلمة في ث ضبط قلم بإهمال الراء هكذا "مَرجَتْ". وكذلك ما ورد لدى ابن الأثير في النهاية (مرج) ومنه حديث ابن عمر "قد مَرِجَت عهودهم" أي اختلطت وفى طبعتى إحسان وعطا "مُزِجَتْ".
(٢) أورده ابن عساكر في تاريخه: ترجمة عثمان ص ٤٠٤ نقلا عن ابن سعد.
(٣) لدى ابن عساكر ص ٤٠٩ وهو ينقل عن ابن سعد "ممّن".