للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بحلْقه أثر طعنتين كأنهما كَيّتان (١)، طُعِنَهما يومئذ يومَ الدّار دار عثمان، قال: بعثنى عثمان فدعوتُ له الأشتر فجاء، قال ابن عون أظنه قال فطرحتُ لأمير المؤمنين وسادةً وله وسادة فقال: يا أشتر ما يريد النّاس منى؟ قال: ثلاثٌ ليس لك من إحداهنّ بدّ، قال: ما هنّ؟ قال: يُخَيّرُونك بين أن تَخْلَعَ لهم أمرهم فتقول هذا أمركم فاختاروا له مَن شئتم، وبين أن تُقِصّ من نفسك، فإن أبيت هاتين فإنّ القوم قاتِلوك، قال: أما (٢) من إحْداهنّ بُدّ؟ قال: لا ما من إحداهنّ بُدّ، قال: أمّا أن أخلَعَ لهم أمرهم فما كنتُ لأخْلَعَ سرْبالًا سَرْبَلَنِيه الله، قال وقال غيره: والله لأنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقى أحَبّ إليّ من أن أخْلَعَ أمّةَ مُحَمّدٍ بعضَها على بعض، قالوا هذا أشبهُ بكلام عثمان، وأمّا أن أقِصّ من نفسى فوالله لقد علمتُ أن صاحبيّ بين يديّ قد كانا يعاقبان وما يقومُ بَدَنَى للقصاص (٣)، وأمّا أن يقتلونى فوالله لئِنْ قتلونى لا يتحابون بعدى أبدًا ولا يصلّون بعدى جميعًا أبدًا ولا يقاتلون بعدى عدوًّا جميعًا أبدًا، ثمّ قام فانطلق، فمكثنا فقلنا لعلّ النّاس، فجاءَ رُوَيجلٌ كأنّه ذئب فاطّلع من باب ثمّ رجع، فجاء محمّد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلًا حتَّى انتهى إلى عثمان فأخذ بلحيته فقال بها حتَّى سُمِعَ وَقْعُ أضْراسه فقال: ما أغنى عنك معاوية، ما أغنى عنك ابن عامر، ما أغنت عنك كُتُبُكَ، فقال: أرْسِلْ لي لِحْيَتى يابن أخى، أرسل لي لحيتى يابن أخى، قال: فأنا رأيت استعداءَ رجلٍ من القوم يُعينه فقام إليه بمشْقَصٍ (٤) حتَّى وَجَأ به في رأسه، قال ثمّ قلت: ثُمّ مَهْ (٥)؟ قال: ثمّ تغاووا (٦) والله عليه حتَّى قتلوه، رحمه الله (٧).


(١) مثنى كيّة وهو موضع الكى.
(٢) لدى ابن عساكر ص ٤٠٩ وهو ينقل عن ابن سعد "ما".
(٣) وما يقوم بَدَنى للقصاص: تحرف في طبعة ليدن والطبعات التي تلتها إلى "وما يقوم بُدٌّ في القصاص" وصوابه من ت، ث، وابن عساكر ص ٤١٠ وهو ينقل عن ابن سعد.
(٤) المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض.
(٥) في متن ل "ثَمَّ مَهْ" وفى حواشيها الصحيح لدى الشيخ محمد عبده "ثُمَّ مَهْ" وقد آثرت قراءة الشيخ اعتمادا على روايتى ت، ث حيث ضبطت الكلمة في ث ضبط قلم بضم الثاء.
(٦) في حاشية ث "التغاوى: التجمع والتعاون على الشر، من الغواية أو الغى. قاله الجوهرى" ولدى ابن الأثير في النهاية (غوا) وفى حديث مقتل عثمان "فتغاووا والله عليه حتى قتلوه" أي تجمعوا وتعاونوا.
(٧) أورده ابن عساكر في تاريخه: ترجمة عثمان ص ٤٠٩ نقلا عن ابن سعد.