أخبرنا أنس بن عِياض اللّيثيّ وصَفْوان بن عيسى الزهريّ ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك المَدَنيّ عن أُنيس بن أبي يحيَى عن أبيه عن أبي سعيد الخُدْريّ قال: بينما نحن جلوسٌ في المسجد إذ خرَج علينا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في المرض الذي تُوفّى فيه عاصبًا رأسه بِخِرْقة فخرَج يمشى حتَّى قامَ على المنبر، فلمّا استوى عليه قال في حديث أبي ضمرة أنس بن عياض وصفوان: والّذي نَفْسُ رسول الله بيده، وفي حديث محمّد بن إسماعيل: والذى نَفْسِى بيده إنِّي لَقَائمٌ على الحَوْض السّاعةَ! إنّ رجلًا عُرضَت عليه الدّنيا وزِينَتُها فاختارَ الآخرةَ، فلم يَعْقِلْها من القومِ أحَدٌ إلّا أبو بكرٍ فبكَى ثمّ قال: أىْ رسول الله! بأبي أنت وأُمّى بل نفديك بآبائنا وأبنائنا وأنفسنا وأموالنا! قال: ثمّ نزل فما قامَ عليه حتَّى السّاعة.
* * *
ذكر قسم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بين نسائه في مرضه من نفسه
أخبرنا أنَس بن عِياض اللّيثيّ عن جَعْفَر بن محمّد عن أبيه: أنّ النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان يُحْمَلُ في ثوبٍ يطوف به على نسائه وهو مريض يقسم بينهنّ.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدى عن أيّوب عن أبي قِلَابة أنّ النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان يقسم بين نسائه فَيُسَوّى بينهنّ ويقول: اللهمّ هذا ما أمْلِكُ وأنْت أَوْلى بما لا أملك، يعني الحبّ في القلب.
* * *
ذكر استِئذان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، نساءه أن يُمَرَّض في بيت عائشة
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهريّ عن أبيه عن صالح بن كَيسان عن ابن شهاب قال: لمّا اشتدّ برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وجعُه استأذن نساءَه أن يكون في بيت عائشة، ويقال إنّما قالت ذلك لهنّ فَاطِمةُ، فقالت: إنّه يشقّ على رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، الاختلافُ فَأذِنّ له فخرج من بيت مَيْمونة إلى بيت عائشة تَخُطّ رِجلاه بين عَباسٍ ورجُلٍ آخرَ حتَّى دخل بيتَ عائشة، فزعموا أنّ ابن عبّاس قال: مَن الرّجُلُ الآخر؟ قالوا: لا نَدري! قال: هو عليّ بن أبي طالب.