للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مسلم عن مسروق أنّه قيل له: هل كانت عائشة تُحسن الفرائضَ؟ قال: إى والّذى نفسى بيده! لقد رأيتُ مَشيخة أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، الأكابر يسألونها عن الفرائض.

أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التّيْميّ، أخبرني أبى عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال: ما رأيتُ أحدًا أعلَمَ بسُنَنِ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا أفقهَ في رأىٍ إن احْتيجَ إلى رأيه ولا أعلم بآية فيما نزَلَت ولا فريضة من عائشة.

أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ عن عبد الله بن كعب مولى آل عثمان عن محمود بن لبيد قال كان أزواجُ النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَحْفَظْنَ من حديث النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كثيرًا ولا مثْلًا لعائشة وأمّ سَلَمة، وكانت عائشة تُفتى في عهد عمر وعثمان، إلى أن ماتت يرحمها الله. وكان الأكابر من أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عمرُ وعثمان بعده يرسلان إليها فيسألانها عن السّنَن.

أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الله بن عمر بن حفص العمريّ عن عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه قال: كانت عائشة قد استقَلّت بالفتوَى في خلافة أبى بكر وعمر وعثمان وهَلُمّ جَرًّا إلى أن ماتت يرحمها الله. وكنتُ ملازمًا لها مع بِرّها بي، وكنتُ أجالس البحرَ ابن عبّاس، وقد جلستُ مع أبى هُريرة وابن عمر فأكثرتُ، فكان هناك، يعني ابن عمر، وَرَعٌ وعلْمٌ جَمّ ووقُوفٌ عمّا لا عِلْمَ له به.

* * *

[باب]

قال: قال محمّد بن عمر الأسلميّ: إنّما قلّت الروايةُ عن الأكابر من أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لأنّهم هلكوا قبلَ أنْ يُحتاج إليهم، وإنّما كثرتْ عن عمر بن الخطّاب وعليّ بن أبي طالب لأنّهما وَلِيَا فسُئلا وقَضَيَا بين النّاس، وكلّ أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كانوا أئمّةً يُقتَدَى بهم ويُحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويُستَفتَوْن فيُفْتُون، وسمعوا أحاديثًا فأدّوها فكان الأكابر من أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أقلّ حديثًا عَنْه مِن غيرهم مثل أبى بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقّاص وعبد الرّحمن بن عوف وأبى عُبيدة بن الجرّاح وسعيد بن زيد بن