للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأطلِقوا له أسيره. فأُطْلِقَ له ابنُه وهب بن عُمير بغير فِدًى، فرجع عُمير إلى مكّة ولم يَقْرَبْ صَفْوانَ بن أميّة. فعلم صفوان أنّه قد أسلم. وكان قد حسن إسلامه ثمّ هاجر إلى المدينة فشهد أُحُدًا مع النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وما بعد ذلك من المشاهد.

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت عن عكرمة أنّ عمير بن وهب خرج يوم بدر فوقع في القَتْلى فأخذ الذى جرحه السيف فوضعه في بطنه حتى سمع صَريف السيف في الحَصَى حتى ظنّ أنّه قد قتله. فلمّا وجد عُمير بَرْدَ الليل أفاقَ إفاقةً فجعل يحبو حتى خرج من بين القَتْلى فرجع إلى مكّة فبرأ منه.

قال: فبينا هو يومًا في الحجر هو وصفوان بن أميّة فقال: والله إنى لشديد الساعد جيّد الحديدة جواد السّعْى ولولا عيالى وَدَيْنٌ علىّ لأتيتُ محمدًا حتى أَفْتُكَ به. فقال صفوان: فعلىّ عيالك وعلىّ دَيْنُك. فذهب عمير فأخذ سيفه حتى إذا دخل رآه عمر بن الخطّاب فقام إليه فأخذ بحمائل سيفه فجاء به إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فنادى فقال: هكذا تصنعون بمن جاءكم يدخل في دينكم؟ فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دَعْه يا عمر، قال: انْعَمْ صباحًا، قال: إنّ الله قد أبدلنا بها ما هو خير منها، السلام. فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، شأنك وشأن صفوان ما قلتما، فأخبره بما قالا: قُلتَ لولا عيالى وَدَيْنٌ علىّ لأتيت محمّدًا حتى أفتك به، فقال صفوان: علىّ عيالُك ودَيْنُك. قال: مَن أخبرك هذا؟ فوالله ما كان معنا ثالث. قال: أخبرنى جبرائيل. قال: كنتَ تُخْبرنُا عن أهل السماء فلا نُصَدّقُ وتخبرنا عن أهل الأرض، أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله.

قال محمد بن عمر: وبقى عُمير بن وهب بعد عمر بن الخطّاب.

* * *

[٤٤٠ - حاطب بن الحارث]

ابن معمر بن حبيب بن وهب بن حُذافة بن جُمَحَ، وأمّه قُتيلة بنت مظعون بن


٤٤٠ - من مصادر ترجمته: الإصابة ج ٢ ص ٦.