للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأحْوَلُ الأثْعَلُ المَشْئُومُ طائِرُهُ … أبو حُذيفة شرّ الناسِ في الدين

أما شَكَرْتَ أبًا رَبّاكَ مِنْ صِغَرٍ … حَتّى شَبَبْتَ شبابًا غيرَ مَحْجُونِ (١)

قال: وكان أبو حُذيفة رجلًا طوالًا حسن الوجه مرادف الأسنان وهو الأثعل، وكان أحول، وشهد أيضًا أُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقُتل يوم اليمامة سنة اثنتى عشرة وهو ابن ثلاثٍ أو أربع وخمسين سنة، وذلك في خلافة أبى بكر الصّديق، رضي الله عنه.

* * *

٣٨ - سالم مولى أبى حُذيفة

ابن عُتبة بن ربيعة، في رواية موسى بن عُقبة سالم بن مَعْقِل، من أهل إصطخر، وهو مولى ثُبَيْتَةَ بنت يعار الأنصارية (٢) ثمّ أحدُ بنى عُبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمر: بن عوف من الأوس، رهط أُنيس بن قتادة، فسالم يُذْكَرُ في الأنصار في بنى عُبَيد لعتقِ ثُبيتة بنت يعار إيّاه، ويُذْكَرُ في المهاجرين لموالاته لأبي حُذيفة.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحُصين عن أبي سُفيان قال: كان سالم لثُبيتة بنت يَعار الأنصاريّة، وكانت تحت أبي حُذيفة فأعْتَقَتْه سائبةً فتولّى أبا حُذيفة، وتبنّاه أبو حُذيفة، فكان يقال سالم بن أبي حُذيفة. قالت امرأة أبى حُذيفة سهلة بنت سُهيل بن عمرو: جئتُ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بعد أن نزلتْ هذه الآية: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [سورة الأحزاب: ٥]، فقلت: يا رسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنّما كان سالم عندنا ولدًا، قال: فأرْضِعِيه خمسَ رَضعاتٍ يَدْخُلْ عليك، قالت: فأرضعته وهو كبير. وزوّجه أبو حُذيفة بنتَ أخيه فاطمة بنت الوليد بن عُتبة بن ربيعة، فلما قُتل يوم اليمامة أرسل أبو بكر بميراثه إلى مولاته فأبَتْ أن تقبله، ثمّ إنّ عمر أرسل به فأبت وقالت: سَيّبتُهُ لله، فجعله عمر في بيت المال.


(١) أورده ابن الأثير في أسد الغابة ج ٦ ص ٧١.
٣٨ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٢ ص ٣٠٧، وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٦٧.
(٢) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٦٧.