للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نفقة وحملني، وخرجتُ معهم حتى قدمت الشأم على عديّ فجعلتُ أقولُ له: القاطع الظالم، احتملتَ بأهلك وولدك وتركتَ بقية والدك، فأقامت عنده أيّامًا وقالت له: أرى أن تلحق برسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فخرج عديّ حتى قدم على رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فسلّم عليه وهو في المسجد، فقال: مَنِ الرّجُلُ؟ قال: عديّ بن حاتم، فانطلق به إلى بيته وألقى له وسادة محشوّة بليف وقال: اجْلِسْ عَلَيْهَا، فجلس رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على الأرض، وعرض عليه الإسلام فأسلم عديّ، واستعمله رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على صدقات قومه.

قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب قال: حدّثني جميل بن مرثد الطائي من بني معن عن أشياخهم، قالوا: قدم عمرو بن المسبّح بن كعب بن عمرو بن عَصَر بن غَنْم بن حارثة بن ثوب بن معن الطائيّ على النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وهو يومئذ ابن مائة وخمسين سنة، فسأله عن الصيد فقال: كُلْ مَا أصْمَيْتَ وَدَعْ مَا أنْمَيْتَ: وهو الذي يقول له امرؤ القيس بن حجر، وكان أرمى العرب:

رُبّ رَامٍ من بَني ثُعَلٍ … مُخْرِجٍ كفّيْهِ من سُتَرِهْ

[وفد تجيب]

(* قال: أخبرنا محمّد بن عمر الأسلمي، أخبرنا عبد الله بن عمرو بن زُهير عن أبي الحُويرث قال: قدم وفد تُجيب على رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، سنة تسع، وهم ثلاثة عشر رجلًا، وساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرض الله عليهم، فَسُرّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بهم وقال: مَرْحَبًا بِكُمْ! وأكرم منزلهم وحباهم، وأمر بلالًا أن يحسن ضيافتهم وجوائزهم، وأعطاهم أكثر مما كان يجيز به الوفد، وقال: هَلْ بَقيَ مِنْكُمْ أحَدٌ؟ قالوا: غلامٌ خلفناه على رحالنا وهو أحدثنا سنًّا، قال: أَرْسِلوهُ إلَيْنَا، فأقبل الغلام إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني امرؤ من بني أبناء الرهط الذين أتوك آنفًا فقضيتَ حوائجهم فاقضِ حاجتي، قال: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قال: تَسأل الله أن يغفرَ لي ويرحمني ويجعل غنايَ في قلبي، فقال: اللّهُمّ اغْفِرْ لَهُ


(* - *) الخبر بنصه لدى النويري ج ١٨ ص ٨١ نقلًا عن ابن سعد.