للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البصرة دخل فى بيت وطيّن عليه وجعل فيه كُوّة يناول منها طعامه وشرابه اعتزالًا للفتنة، فقيل لعائشة: إنّ كعب بن سور إنْ خرجَ معكِ لم يتخلّف من الأزْد أحدٌ، فركبت إليه فنادته وكلّمته فلم يُجبها، فقالت: يا كعب ألستُ أمّك ولى عليك حقّ؟ فكلّمها فقالت: إنّما أريدُ أن أصلح بين النّاس، فذلك حين خرج وأخذ المصحف فَنَشَره ومشَى بين الصَّفَّيْن يدعوهم إلى ما فيه، فجاءه سهم غَرْب فقتله وكان معروفًا بالخير والصلاح وليس له حديث.

* * *

٣٨٠٥ - الأحْنَف بن قيس

واسمه الضَّحَّاك بن قيصر بن معاوية بن حُصين بن حفص بن عُبادة بن النّزّال ابن مُرّة بن عُبَيْد بن مقاعس بن عَمْرو بن كعب بن سعد بن زَيد مَناة بن تميم وأمّه من بنى قراض من باهلة ولدته وهو أحنف، فقالت وهى تُرَقِّصُهُ:

وَالله لَوْلا حَنَفٌ فى رِجْلِهِ … ما كانَ فى الحيّ غُلامُ مِثْلِهِ (١)

ويكنى الأحنف أبا بحر وكان ثقة مأمونًا قليل الحديث، وقد روى عن عمر ابن الخطّاب وعليّ بن أبي طالب وأبى ذرّ.

قال: أخبرنا سليمان بن حَرْب قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن عليّ بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال: بينا أنا أطوف بالبيت فى زمن عثمان بن عفّان إذ لقينى رجل من بنى ليث فأخذ بيدى فقال: ألا أبشّرك؟ قلتُ: بَلَى، قال: تذكر إذ بعثنى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، إلى قومك بنى سعد فجعلتُ أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه فقلتَ أنت: إنه ليدعو إلى خير، وما أسمع إِلَّا حسنًا، قال: فإنّى ذكرت ذلك لرسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: اللهمّ اغفر للأحنف! قال الأحنف: فما شئ أرجى عندى من ذلك (٢).


٣٨٠٥ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٢ ص ٢٨٢، وتهذيب الكمال ج ٢ ص ٢٨٢، وسير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٨٦، ومختصر تاريخ دمشق ج ١١ ص ١٣٥.
(١) أورده المزى ج ٢ ص ٢٨٦ مع اختلاف لفظى.
(٢) نفس المصدر، ص ٢٨٣ نقلا عن ابن سعد.