للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يطلبهم، وجعل أبو سفيان وأصحابه يتخفّفون فيُلقون جُرُبَ السويق (١) وهى عامّة أزوادهم، فجعل المسلمون يأخذونها فَسُمّيت غزوة السويق ولم يلحقوهم، وانصرف رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى المدينة وكان غاب خمسة أيام.

* * *

غزوة قَرْقرة الكُدْر (٢)

ويُقال: قَرارة الكُدر.

ثمّ غزوة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قرقرة الكُدْر، ويُقال قرارة الكُدْر، للنصف من المحرّم على رأس ثلاثة وعشرين شهرًا من مُهاجَره، وهى بناحية معدن بنى سُليم قريب من الأرْحَضِيّة وَراء سُدّ مَعُونَة، وبين المعدن وبين المدينة ثمانية بُرُد، وكان الذى حمل لواءه، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، علىّ بن أبى طالب، واستخلف على المدينة عبد الله بن أمّ مكتوم، فكان بلغه أن بهذا الموضع جمعًا من سُليم وغَطفان، فسار إليهم فلم يجد فى المجال أحدًا، وأرسل نفرًا من أصحابه فى أعلى الوادى واستقبلهم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فى بطن الوادى فوجد رُعاءً فيهم غلام يقال له يَسار، فسأله عن النّاس فقال: لا علم لى بهم إنما أُورِدُ لِخِمْسٍ وهذا يومٌ رِبعىّ والنّاس قد ارتفعوا إلى المياه ونحن عُزّاب (٣) فى النعم. فانصرف رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقد ظَفَر بالنَّعَم فانحدر به إلى المدينة فاقتسموا غنائمهم بصِرار، على ثلاثة أميال من المدينة، وكانت النَّعم خمسمائة بعير، فأخرج خمسَه وقسم أربعة أخماس على المسلمين، فأصاب كلّ رجل منهم بعيران، وكانوا مائتى رجل، وصار يَسار فى سهم النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأعتقه: وذلك أنّه رآه يصلّى وغاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، خمس عشرة ليلة.

* * *

سريّة قتل كعب بن الأشرَف (٤)

ثمّ سريّة قتل كعب بن الأشرَف اليهودىّ، وذلك لأربع عشرة ليلة مضت من


(١) السويق: قمح أو شعير يقلى ثم يطحن.
(٢) مغازى الواقدى ص ١٨٢.
(٣) عزب الرجل بإبله إذا رعاها بعيدا من الدار التى حل بها الحى.
(٤) مغازى الواقدى ص ١٨٤، وتاريخ الطبرى ج ٢ ص ٤٨٧.