للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حين بعث أبو بكر الجيوش لجهاد (١) الروم، فقُتل سَلَمة بن هشام بمَرْجِ الصُّفّر شهيدًا فى المحرّم سنة أربع عشرة وذلك فى أوّل خلافة عمر بن الخطّاب.

* * *

[٤١١ - الوليد بن الوليد بن المغيرة]

ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأمّه أميمة بنت الوليد بن عُشيّ بن أبى حَرْمَلَة بن عُريج بن جرير بن شَقّ بن صعب من بجيلة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: لم يزل الوليد بن الوليد بن المغيرة على دين قومه وخرج معهم إلى بدر فأُسر يومئذٍ، أسَرَه عبدُ الله بن جَحْش، ويقال سليط بن قيس من الأنصار المازنيّ، فقدم فى فدائه أخواه خالد وهشام ابنا الوليد بن المغيرة فتمنّع عبد الله بن جَحْش حتى افتكّاه بأربعة آلاف، فجعل خالد يريد ألا يبلغ ذلك فقال هشام لخالد: إنّه ليس بابن أمّك، والله لَو أبَى فيه إلّا كَذا وكذا لفعلتُ. ويقال إنّ النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أبَى أن يفديه إلّا بشِكّة أبيه الوليد بن المغيرة، فأبَى ذلك خالد وطاع به هشام بن الوليد لأنّه أخوه لأبيه وأمّه. وكانت الشّكة دِرْعًا فَضْفاضةً وسيفًا وَبيْضَةً (٢)، فأقيم ذلك مائة دينار وطاعا به وسلَّماه. فلمّا قُبضَ ذلك خرجا بالوليد حتى بلغا به ذا الحُلَيْفة فأفلتَ منهما فأتَى النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأسلم فقال له خالد: هلّا كان هذا قبل أن تُفْتَدَى وتُخْرِجَ مأثُرَةَ أبينا من أيدينا فاتّبَعتَ مُحَمّدًا إذ كان هذا رأيكَ؟ فقال: ما كنتُ لأُسْلِمَ حتى أفْتدىَ بمثل ما افتدى به قومى ولا تقول قريش إنّما اتّبعَ محمدًا فرارًا من الفدى. ثمّ خرجا به إلى مكّة وهو آمنٌ لهما فحبساه بمكّة مع نَفَر من بنى مَخْزوم كانوا أقدَمَ إسلامًا منه: عيّاش بن أبى ربيعة وسَلَمَة بن هشام، وكانا من مهاجرة الحبشة، فدعا لهما رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قبل بدر ودعا بعد بدر للوليد معهما، فدعا ثلاث سنين لهؤلاء الثلاثة جميعًا.


(١) فى متن ل "بجهاد" وبالهامش: دى خويه "لجهاد" (كما ورد لدى فيستنفلد أيضا) وقد آثرت قراءتهما لموافقتها رواية ث.
٤١١ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٥ ص ٤٥٤.
(٢) أى: خوذة.