للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: ثمّ أفلت الوليد بن الوليد من الوِثاق فقدم المدينة فسأله رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عن عيّاش بن أبى ربيعة وسَلَمة بن هشام فقال: تركتُهما فى ضيقٍ وشِدّة وهما فى وِثاقٍ، رِجْلُ أحدِهما مع رِجْل صاحبه، فقال له رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، انْطَلِقْ حتى تنزل بمكّة على القَين فإنّه قد أسلم فتَغَيّبْ عنده واطلب الوصول إلى عيّاش وسَلمَة فأخْبِرْهُما أنّك رسول رسول بأن تأمرهما أن ينطلقا حتى يخرجا. قال الوليد: ففعلتُ ذلك فخرجا وخرجتُ معهما فكنتُ أسوق بهما مخافة من الطلب والفتنة حتى انتهينا إلى ظهر حَرّة المدينة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى يحيَى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: لما خرج الوليد بن الوليد من المدينة إلى عيّاش بن أبى ربيعة وسَلَمة بن هشام خرجا جميعًا معه، وجاء الخبر قريشًا فخرج خالد بن الوليد معه نفر من قومه حتى بلغوا عُسْفانَ فلم يُصيبوا أثرًا ولا خبرًا عنهم. وكان القوم قد أخذوا على يد بحر حتى خرجوا على أمَجَ (١)، طريق النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، التى سلك حين هاجر إلى المدينة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى محمد بن عبد الله عن الزّهرىّ عن عروة، قال محمد بن سعد، قال محمد بن عمر وأخبرنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه قالا: خرج سلمة بن هشام وعيّاش بن أبى ربيعة والوليد بن الوليد مهاجرين إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وطلبهم ناسٌ من قريش ليردّوهم، قال فلم يقدروا عليهم، فلمّا كانوا بظهر الحرّة قُطِعَتْ إصْبَعُ الوليد بن الوليد فدَميَت فقال:

هلْ أنتِ إلّا إصْبَعٌ دَمِيتِ … وفى سَبيلِ الله ما لَقيتِ

قال وانقطع فُؤاده فمات بالمدينة فبكته أمّ سَلَمَة بنت أبى أميّة فقالت:

يا عينُ فابكى للوَليـ … ــــد بن الوَليدِ بنِ المغيرَهْ

كان الوليدُ بنُ الوليـ … ــــد أبو الوليدِ فتى العشيرَهْ (٢)


(١) أَمَج: بلد من أعراض المدينة.
(٢) انظر نسب قريش ص ٣٢٩، وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٥٥.