رجل وعَقَدَ له لواءً، فقدم غالب بن عبد الله اللّيثيّ من الكَديد من سريّة قد ظفّره الله عليهم، فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، للزبير: اجلسْ! وبعث غالبَ بن عبد الله في مائتى رجل، وخرج أُسامة بن زَيد فيها حتى انتهى إلى مُصاب أصحاب بَشير وخرَج معه عُلبة بن زيد فيها فأصابوا منهم نَعَمًا وقَتلوا منهم قَتلَى.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى أفلح بن سعيد عن بشير بن محمّد بن عبد الله بن زيد قال: خرج مع غالب في هذه السريّة عقبة بن عَمْرو أبو مسعود وكعب بن عُجرة وأسامة بن زيد الحارثى.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّقنى شبل بن العَلاء بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن حُويّصة عن أبيه قال: بعثنى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في سريّة مع غالب بن عبد الله إلى بنى مُرّة فأغَرْنا عليهم مع الصّبح وقد أوْعَزَ إلينا، أمَرَنَا ألّا نفترِقَ وواخَى بيننا فقال: لا تعصونى فإنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: من أطاع أميرى فقد أطاعنى ومن عصاه فقد عصانى وإنّكم متى ما تعصونى فإنّكم تعصون نبيّكم، قال: فآخَى بيني وبين أبى سعيد الخدريّ، قال: فأصبنا القومَ.
* * *
سريّة شُجاع بن وَهْب الأسَدى إلى بني عامر بالسِّيّ (١)
ثمّ سريّة شُجاع بن وَهب الأسدي إلى بنى عامر بالسّيّ في شهر ربيع الأوّل سنة ثمان من مُهاجَر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
أخبرنا محمّد بن عمر الأسلَمى، حدّثنى أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَةَ عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة عن عمر بن الحَكَم قال: بعث رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، شُجاع بن وَهب في أربعةٍ وعشرين رجلًا إلى جَمْع من هَوازِنَ بالسّيّ ناحيةَ رُكبة من وراء المَعدِن، وهي من المدينة على خمس ليالٍ، وأمره أن يُغيرَ عليهم، وكان يسير اللّيلَ ويكمن النّهار حتَّى صَبّحهم وهم غارّون، فأصابوا نعمًا كثيرًا وشاءً واستاقوا ذلك حتَّى قدموا المدينةَ واقتسموا الغنيمة، وكانت سهامهم خمسة عشر بعيرًا وعدلوا البعيرَ بعشر من الغنم، وغابت السريّة خمس عشرة ليلةً.