للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَدِمَ علي بن أبي طالبٍ ذكروا ذلك له، فقال له عليّ: اعتزل عملنا، قال: وذلك ممّه؟ قال: إنا وجدناك لا تَعقل عَقلةً. فقالَ أبو مسعودِ: أمَّا أنا فقد بقي من عقلي أن الآخِرَ شرٌّ (١).

أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن عَمرو، عن زيد بن أبي أُنَيْسَة، عن عَمْرو بن مُرَّة، عن خَيْثَمَةَ بن عبد الرحمن، قال: لمّا خرج عليٌّ إلى صفِّين استخلفَ عقبةَ بن عَمْرو أَبَا مسعود (٢) على الكوفةِ، قال: وقد تَخَبَّأَ رِجَالٌ لم يخرجوا مع عليٍّ، قال: فقامَ على المِنبَرِ، فقال: يا أيها الناسُ، من كان تَخَبَّأ فليظهر، فَلَعَمْرِي لئن كان إلى الكثرة، إنّ أصحابنا لكثيرٌ وما نعدّهُ فتحًا أَن يلتقي هذان الخيلانِ غدًا من المسلمين، فيقتُل هؤلاءِ هؤلاءِ، وهؤلاءِ هؤلاءِ، حتَّى إذا لم يبق إلّا رِجْرِجَة (٣) من هؤلاءِ وهؤلاء ظهرت إحدَى الطائفتين [غدًا] على الأخرى، ولكن نعدّهُ فتحًا أن يأتي الله بأمرٍ من عنده يحقن دماءهم، ويُصلح [به] ذات بينهم، ويُصلح به كلمتَهُم (٤).

قال محمد بن عمر: توفي أبو مسعود بالمدينة في آخرِ خلافةِ معاوية بن أبي سفيان.

* * *

٦٧١ - سَعْدُ بنُ سُوَيْدِ

ابن عبيد بن الأبْجَر واسمهُ خُدْرَة بن عَوفٍ بن الحارث بن الخزرج (٥).

شهد أحدًا، وقتل يومئذٍ شهيدًا في شوّال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرةِ، وليسَ له عَقِبٌ.

* * *


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه والذهبي في السير.
(٢) عقبة بن عَمْرو أَبا مسعود: تحرف في الأصل إلى "عقبة بن عمرو وأبا مسعود" وصوابه عن ابن عساكر ومصادر تراجم الصحابة.
(٣) بقية الماء في الحوض، والجماعة الكثيرة في الحرب.
(٤) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ج ١٧ ص ١٠٥ من مختصر ابن منظور، وما بين الحاصرتين منه.
٦٧١ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٢ ص ٣٥٣.
(٥) ابن حزم: الجمهرة ص ٣٦٢.