للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بصدقة بني عذرة، فأقطعه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، رمية سَوْطه، وحُضْرَ (١) فرسه من وادي القرى، واتخذها منزلًا حتى مات، وآل جمرة بوادي القرى كثير.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني إسحاق بن عبد الله بن نسطاس عن أبي عمرو بن حريث العذري قال: وجدتُ في كتاب عن آبائي قالوا: قدم وفدنا على رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، في صَفر سنة تسع، فقدم اثنا عشر رجلًا منهم: جمرة بن النعمان، وسليم وسعد ابنا مالك، ومالك بن أبي رباح، فنزلوا في دار رملة بنت الحَدَث (٢) النجارية، ثم جاءوا رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، في المسجد فسلموا عليه بسلام أهل الجاهلية، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: مَنِ القوم؟ قال متكلمهم: من لا تنكر، نحن بنو عذرة إخوة بني عامر، ونحن الذين عضدوا قصيًا وأزاحوا من بطن مكة خزاعة وبني بكر، ولنا قرابات وأرحام، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: مرحبًا بكم وأهلًا ما أعرفني بكم، فما منعكم من تحية الإسلام؟ قالوا: يا محمد، كنا على ما كان عليه آباؤنا، فقدمنا مرتادين لأنفسنا ولمن خلفنا، فإِلَامَ تدعو؟ فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن تشهدوا أني رسول الله إلى الناس كافة، فقال المتكلم: فما وراء ذلك من الفرائض؟ فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: الصلوات الخمس، ثم أخبرهم بشرائع الإسلام، وسألوه عن أشياء فأخبرهم بها، وسألوه عن أشياء فنهاهم عنها، ثم أقاموا أيامًا ثم انصرفوا إلى أهلهم، وأمر لهم بجوائز كما كان يجاز الوفد، وكسا أحدهم بردًا (٣).

* * *

١٣٦٠ - أبو خزامة العذري.

* * *


(١) لدى ابن الأثير في النهاية (حضر) الحُضر - بالضم - العَدْو. ومنه الحديث "أنه أقطع الزبير حُضْرَ فرسه بأرض المدينة".
(٢) رملة بنت الحَدَث: تحرفت في المطبوع إلى "رملة بنت الحارث" وصوابه من الأصل وانظر الصالحي ج ٦ ص ٥٨٦ وهو ينقل عن ابن سعد.
(٣) أورده الصالحي ج ٦ ص ٥٨٦ نقلًا عن ابن سعد.
١٣٦٠ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٢ ص ٢٣١، وقد ورد هكذا بالأصل دون ترجمة.