للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ركابهم. فكان بينهم الرمىُ ولم يسلّوا السيوف ولم يصطفّوا للقتال، وإنما كانت بينهم المناوشة، إِلَّا أنَّ سعد بن أبى وقَّاص قد رُمى يومئذ بسهم، فكان أوَّلَ سهم رُمىَ به فى الإسلام، ثم انصرف الفريقان على حاميتهم.

وفى رواية ابن إسحاق: أنه كان على القوم عِكْرِمة بن أبى جهل.

* * *

سرية سعد بن أبى وقّاص (١)

ثمَّ سريّة سعد بن أبى وقّاص إلى الخرَّار في ذى القعدة على رأس تسعة أشهر من مُهَاجَر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عقد له لواء أبيض حمله المِقْدَاد بن عَمرو البَهرانى، وبعثه فى عشرين رجلًا من المهاجرين يعترض لعير قريش تمرّ به، وعهد إليه أن لا يجاوز الخرّار، والخرّار حين تروح من الجُحفة إلى مكّة أَبْآر (٢) عن يسار المَحَجة قريب من خُمّ، قال سعد: فخرجنا على أقدامنا فكنّا نكمن النّهار ونسير الليل حتى صبّحناها صُبْح خمس، فنَجد العِيرَ قد مرّت بالأمس فانصرفنا إلى المدينة.

* * *

غزوة الأبْواء (٣)

ثمّ غزوة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، الأبواء فى صفر على رأس اثنى عشر شهرًا من مَهاجَره، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطّلب. وكان لواء أبيض، واستخلف على المدينة سعدَ بن عُبادة، وخرج فى المهاجرين. ليس فيهم أنصارىّ، حتى بلغ الأبواء يعترض لعير قريش فلم يلقَ كيدًا، وهى غزوة وَدّانَ، وكلاهما قد ورد، وبينهما ستّة أميال وهى أول غزوة غزاها بنفسه.

وفى هذه الغزوة وادع مَخْشِىّ بن عَمْرو الضَّمْرِىّ، وكان سيّدهم فى زمانه، على أن لا يغزو بنى ضمرة ولا يغزوه، ولا يُكثِروا عليه جمعًا، ولا يعينوا عدوًّا، وكتب بينه وبينهم كتابًا.


(١) تاريخ الطبرى ج ٢ ص ٤٠٣، ومغازى الواقدى ص ١١، ونهاية الأرب ج ١٧ ص ٣، وسبل الهدى ج ٦ ص ٢٥.
(٢) أَبْآر: جمع بِئر.
(٣) تاريخ الطبرى ج ٢ ص ٤٠٧، ومغازى الواقدى ص ١١.