للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سرية زيد بن حارثة إلى الطّرف (١)

ثمّ سرية زيد بن حارثة إلى الطّرَف فى جمادى الآخرة سنة ستّ من مُهاجَر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قالوا: بعث رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، زيد بن حارثة إلى الطّرَف، وهو ماء قريب من المراضِ دون النُّخيل على ستّة وثلاثين ميلًا من المدينة طريقَ البَقَرة على المَحَجّة، فخرج إلى بنى ثعلبة فى خمسةَ عشرَ رجلًا فأصابَ نَعمًا وشَاءً وهربت الأعراب وصبّح زيد بالنَّعَم المدينة، وهى عشرون بَعيرًا. ولم يلقَ كيدًا وغاب أربع ليال وكان شعارهم: أمِتْ أمِتْ! (٢).

* * *

سريّة زيد بن حارثة إلى حِسْمَى (٣)

ثمّ سرية زيد بن حارثة إلى حِسمَى وهى وراء وادى القُرى فى جمادى الآخرة سنة ستّ من مُهاجَر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قالوا: أقبل دِحية بن خليفة الكلبى من عند قَيصر وقد أجاره وكَساه، فلقيه الهُنيد بن عارض وابنه عارض بن الهُنيد فى ناس من جُذام بحِسمَى، فقطعوا عليه الطريق فلم يتركوا عليه إلا سَمَلَ (٤) ثوبٍ، فسمع بذلك نفرٌ من بنى الضُّبيب فنفروا إليهم فاستنقذوا لدِحية متاعَه، وقدم دحية على النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأخبرَه بذلك فبعث زيد بن حارثة فى خمسمائة رجل وردّ معه دِحيةَ، فكان زيد يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل له من بنى عُذرة، فأقبل بهم حتى هجمَ بهم مع الصّبح على القوم، فأغاروا عليهم فقتلوا فيهم فأوجعوا وقتلوا الهُنيد وابنه وأغاروا على ماشيتهم ونَعمهم ونسائهم، فأخذوا من النَّعمِ ألف بعير، ومن الشاء خمسةَ آلاف شاة، ومن السَّبى مائة من النساء والصبيان، فَرَحل زيد بن رِفاعة الجُذامى فى نفر من قومه إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فدفع إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كتابه الذى كان كتب له ولقومه ليالِىَ قدم عليه، فأسلم وقال:


(١) مغازى الواقدى ص ٥٥٥، والنويرى ج ١٧ ص ٢٠٦، والصالحى ج ٦ ص ١٣٩. والطرف: قيده الصالحى بفتح الطاء وبالراء المكسورة وبالفاء، ومثله لدى النويرى وهو ينقل عن ابن سعد.
(٢) أورده النويرى بنصه ج ١٧ ص ٢٠٦.
(٣) مغازى الواقدى ص ٥٥٥، والنويرى ج ١٧ ص ٢٠٧.
(٤) سمل ثوب: أى الخلق من الثياب.