وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -. وكان يغُمّه أمر أبيه ويثقل عليه لزوم المنافقين إيّاه، ومات أبوه مُنْصَرَفَ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، من تَبوك فأتاه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فشهده وصلّى عليه ووقف على قبره وعزّي عبدَ الله بن عبد الله عن أبيه عند القبر. وشهد عبد الله بن عبد الله اليمامةَ وقُتل يوم جُواثا شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصّدّيق، - رضي الله عنه -، وله عقب.
* * *
٢٤٨ - أوس بن خَوْلِيّ
ابن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحُبْلي، وأمّه جميلة بنت أُبَيّ بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحُبْلي، وهي أخت عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول. وكان الأوس بن خَوْلِيّ من الولد ابنة يقال لها فُسْحُم فهلكت فليس لأوس عقب. وقد انقرض أيضًا ولد الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحُبْلي فلم يبق منهم إلّا رجل أو رجلان من ولد عبد الله بن أُبَيّ بن سلول بالمدينة. وكان أوس بن خَوْلِيّ من الكَمَلَة، وكان الكامل عندهم في الجاهليّة وأوّل الإسلام الذي يكتب بالعربيّة ويحسن العومَ والرمي. وكان قد اجتمع ذلك في أوس بن خَوْلِيّ. وآخى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بين أوس بن خَوْلِيّ وشُجاع بن وهب الأسدي من أهل بدرٍ. وشهد أوس بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عائذ بن يحيَى عنْ أبي الحُويرث قال: خلّف رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على السلاح حين دخل مكّة لعمرة القضيّة مائتي رجل عليهم أوس بن خَوْليّ.
قالوا: ولمَّا قبض النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وأرادوا غَسْلَه جاءت الأنصار فنادت على الباب: الله اللهَ فإنَّا أخواله فَليَحْضُرْه بعضنا، فقيل لهم: أجْمِعوا على رجل منكم، فأجْمعوا على أوس بن خَوْلِيّ فدخل فحضر غسل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -،
٢٤٨ - من مصادر ترجمته: جوامع السيرة ص ١٣٢، ٢٦٥، وأسد الغابة ج ١ ص ١٧٠.