للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنْ يَفْصِلَ الخطّةَ وَيَنْتَصِرَ مِنْ وَرَاءِ الحُجْرَةِ؟ فبكيت ثمّ قلت: قد والله كنت ولدتُه يا رسول الله حازمًا، فقاتل معك يومَ الرّبَذَة (١)، ثمّ ذهب يميرني من خيبر، فأصابته حماها وترك عليّ النساءَ، فقال: وَالّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تَكُوني مِسْكِينَةً لجَرَرْنَاكِ اليَوْمَ عَلى وَجْهِكِ، أوْ لجُرِرْتِ عَلى وَجْهِكِ، شك عبد الله، أيُغْلَبُ أُحَيْدُكُمْ أنْ يُصَاحِبَ صُوَيحبَهُ في الدّنْيا مَعْروفًا فَإذا حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَنْ هُوَ أوْلى بهِ مِنْهُ استَرْجَعَ؟ ثمّ قال: رَبّ أنْسِني ما أمْضَيتَ وَأعِنّي عَلى ما أبْقَيْتَ، وَالّذي نفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ إنّ أُحَيْدَكُمْ لَيَبْكي فَيَسْتَعْبِرُ إلَيْهِ صُوَيحِبُهُ، فَيَا عِبَادَ الله لا تُعَذّبوا إخوانَكُمْ. وكتب لها في قطعة من أديم أحمر لقيلة وللنسوة بنات قيلة أن لا يُظلمن حقًّا، ولا يُكْرَهن على منكح، وكلّ مؤمن مسلم لهنّ نصير، أحْسنّ ولا تُسئْنَ (٢).

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا عبد الله بن حسان قال: حدّثني حبّان بن عامر، وكان جدّي أبا أمّي، عن حديث حَرْمَلة بن عبد الله، جده أبي أمّه الكعبى من كعب بَلْعَنْبَرَ، قال: وحدّثتني جدتاي صفية بنت عُليبة ودُحيبة بنت عليبة، وكان جدهما حَرْمَلة، أن حرملة خرج حتى أتى رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، وكان عنده حتى عرّفه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ ارتحل، قال: فلُمتُ نفسي فقلت: والله لا أذهب حتى أزداد من العلم عند رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فأقبلتُ حتى قُمتُ فقلتُ: يا رسول الله ما تأمرني أعمل؟ فقال: يا حَرْمَلَةُ ائْتِ المَعْرُوفَ وَاجْتَنِبِ المُنْكَرَ وانصرفت حتى أتيت راحلتي ثم رجعت حتى قمت مقامي أو قريبًا منه، ثم قلت يا رسول الله ما تأمرني أعمل فقال: يا حرملة ائت المعروف واجتنب المنكر وَانْظُر الّذي تُحِبّ أذُنُكَ إذا قُمْتَ مِنْ عِنْدِ القَوْمِ أنْ يَقُولُوهُ لَكَ فَأتِهِ وَالّذي تَكْرَهُ أنْ يَقُولُوهُ لَكَ إذا قُمْتَ مِنْ عِندِهِمْ فَاجْتَنِبْهُ.

وفادات أَهل اليمن: وفد طَيِّئ

(* قال: أخبرنا محمّد بن عمر الأسلمي قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن


(١) من قرى المدينة.
(٢) أورده الصالحي ج ٦ ص ٥٣٠ - ٥٣١ نقلًا عن ابن سعد.
(* - *) قارن بالنويري ج ١٨ ص ٧٦ والصالحي: سبل الهدى ج ٦ ص ٥٤٥ وهو ينقل عن ابن سعد.