للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالوا: وقدم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، المدينة، حين هاجر من مكّة، يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، وهو المجتمَع عليه، وقد روى بعضهم: أنّه قدم لليلتين خلتا من شهر ربيع الأوّل، فكان أول لواء عقده رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لحمزة بن عبد المطّلب بن هاشم فى شهر رمضان على رأس سبعة أشهر من مُهَاجَر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لواءٌ أبيض، فكان الذى حمله أبو مرثد كَنّاز بن الحُصين الغَنَوى حليف حمزة ابن عبد المطّلب، وبعثه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فى ثلاثين رجلًا من المهاجرين.

قال بعضهم: كانوا شَطْرَينِ من المهاجرين والأنصار، والمجتمع عليه أنهم كانوا جميعًا من المهاجرين، ولم يبعث رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أحدًا من الأنصار مَبعثًا حتى غزا بهم بدرًا، وذلك أنهم شرطوا له أنهم يمنعونه في دارهم، وهذا الثبت عندنا.

وخرج حمزة يعترض لعِير قريش قد جاءت من الشأم تريد مكّة، وفيها أبو جَهل بن هشام، فى ثلاثمائة رجل، فبلغوا سِيفَ البحر، يعنى ساحله، من ناحية العِيص، فالتقوا حتى اصطفّوا للقتال فمشى مَجْدِىّ بن عَمرو الجُهَنِى، وكان حليفًا للفريقين جميعًا، إلى هؤلاء مَرّة وإلى هؤلاء مرّة حتى حَجَزَ بينهم ولم يقتلوا، فتوجّه أبو جهل فى أصحابه وعِيره إلى مكّة وانصرف حمزة بن عبد المطّلب فى أصحابه إلى المدينة.

* * *

سَريّة عُبيدة بن الحارث (١)

ثُمّ سريّة عُبيدة بن الحارث بن المطّلب بن عبد مناف إلى بطن رابِغ فى شوّال على رأس ثمانية أشهر من مُهاجَر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عقد له لواء أبيض كان الّذى حمله مِسْطَح بن أثاثة بن المطّلب بن عبد مناف، بعثه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فى ستّين رجلًا من المهاجرين ليس فيهم أنصارىّ. فلقى أبا سُفيان بن حَرب، وهو فى مائتين من أصحابه، وهو على ماء يقال له أحياء من بطن رابغ على عشرة أميال من الجُحفَة، وأنت تريد قُديدًا عن يَسار الطربق. وإنما نكبوا عن الطريق ليرعوا


(١) تاريخ الطبرى ج ٢ ص ٤٠٤، ومغازى الواقدى ص ١٠، ونهاية الأرب ج ١٧ ص ٢.