للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عمرو بن نُفيل وأُبيّ بن كعب وسعد بن عُبادة وعُبادة بن الصّامت وأُسيد بن الحُضير ومُعاذ بن جَبل ونُظَرائهم. فلم يأتِ عنهم مِن كثرة الحديث مثلُ ما جاء عن الأحداث من أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مثل جابر بن عبد الله وأبى سعيد الخدريّ وأبى هُريرة وعبد الله بن عمر بن الخطّاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن العبّاس ورافع بن خَديج وأنس بن مالك والبَراء بن عازب ونُظَرائهم، وكلّ هؤلاء كان يُعَدّ من فُقهاء أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكانوا يَلزمون رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مع غيرهم من نُظرائهم، وأحْدَثَ مِنْهم مثلَ عُقبة بن عامر الجُهنيّ وزيد بن خالد الجُهنيّ وعمران بن الحُصين والنّعمان بن بشير ومعاوية بن أبي سفيان وسهل بن سعد الساعديّ وعبد الله بن يزيد الخَطْميّ ومَسلمة بن مخَلّد الزُّرَقيّ وربيعة بن كعب الأسلميّ وهِند وأسماء ابنَىْ حارثة الأسلميّين، وكانا يَخدمان رسولَ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ويَلزمانه فكان أكثرُ الرواية والعلمِ في هؤلاء ونُظرائهم من أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لأنهم بَقُوا وطالت أعْمارُهم واحتاج النّاسُ إليهم. ومضى كثيرٌ من أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَبْلَه وبعدَه بعلمه لَم يُؤثَر عنه بشئ ولم يُحْتَج إليه لِكثرة أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

شَهد مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، تَبُوكًا وهي آخِرُ غَزاةٍ غزاها من المسلمين ثلاثون ألفَ رجلٍ، وذلك سِوى مَن قد أسْلَمَ وأقام في بلاده وموضعه لم يَغْزُ، فكَانوا عندنا أكثر ممّن غَزا معه تبوكًا فأحصَيْنا منهم مَن أمكَنَنَا اسمُه ونسبُه وعُلِم أمْرُه في المَغازى والسّرايا وما ذُكر من مَوْقِفٍ وَقَفَهُ، ومَن استُشْهِد مِنهم في حياةِ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وبعدَه ومن وفَدَ على رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثمّ رجع إلى بلاد قومه، ومن روى عنه الحديث ممّن قد عُرِفَ نَسَبُه وإسلامه ومن لم يُعرف منهم إلا بالحديث الذي رواه عن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومنهم من قد تَقدّم موتُه قبل وفاة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وله نَسَبٌ وذِكرٌ ومشهدٌ، ومنهم من تأخّر موتُه بعد وفاة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهم أكثر فمنهم مَن حُفظ عنه ما حَدّث به عن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومنهم من أفتى برأيه ومنهم من لم يحدّث عن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، شيئًا ولعلّه أكثر له صحبةً ومُجالسةً وسماعًا من الذي حَدّث عنه، ولكنّا حَمَلْنَا الأمر في ذلك منهم على التوقّى في الحديث أو على أنّه لم يُحتج إليه لِكثرة أصحاب رسول الله،