للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا محمّد بن عمر عن أُسامة بن زَيد اللّيثيّ عن الزهريّ، أخبرنا سعيد بن المسيّب في رجال من أهل العِلْم أنّ عائشة زوج النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قالت: كان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول وهو صحيحٌ: إنّه لم يُقْبَضْ نبيّ حتَّى يَرَى مَقعَده من الجنّة ثمّ يخيّر. قالت عائشة: فلمّا نَزَل بِرسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ورأسُه على فَخذَيّ غُشِىَ عليه ساعةً ثمّ أفاق فأشخصَ بصره إلى السّقف سقف البيت ثمّ قال: اللهمّ الرّفيقَ الأعلى!. قالت عائشة: فقلتُ الآنَ لا يختارنا، وعرفت أنّه الحديث الّذي كان يحدّثنا وهو صحيح فكانت تلك آخِرَ كلمةٍ تكلّم بها رسولُ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (١).

أخبرنا محمّد بن عمر، حدثني محمّد بن عبد الله عن الزهريّ عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث عن أم سلَمة زوج النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قالت: قلت رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، الآن يخيَّر إذًا لا يختارنا.

أخبرنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة وعبد الله بن نُمير عن هشام بن عُروة عن عبّاد بن عبد الله بن الزُّبير عن عائشة قالت: سمعتُ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول قبل أن يُتوفّى وأنا مُسْنِدَتُه إلى صدري: اللهمّ اغفر لي وارحمنى وألحقْنى بالرّفيق.

أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس، وأخبرنا المُعَلّى بن أسد، أخبرنا عبد العزيز بن المختار جميعًا عن هشام بن عُروة عن عبّاد بن عبد الله بن الزّبير أنّ عائشةَ أخبرته أنّها سمعت النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأصْغَتْ إليه قبل أن يموت وهي مُسنَدة إلى ظهره يقول: اللهمّ اغفِر لي وارحمني وأَلْحِقْني بالرّفيق الأعلى.

أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس قال: بلغنى عن عائشة قالت: قال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ما مِن نبيّ يموت حتَّى يخيّر، قالت: فسمعتُه وهو يقول اللهمّ الرّفيقَ الأعْلى! فعرَفْتُ أنّه ذَاهبٌ.

أخبرنا يَعْلَى ومحمّد ابْنا عُبيد قالا: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بُرْدة بن أبي موسى قال: كان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قد أَسْنَدَتْه عائشةُ إلى صَدرها فأفاقَ وهي تَدعو له بالشّفاء فقال: لا بَلْ أسأل الله الرفيقَ الأعْلى الأسْعدَ مع جبريل وميكائيل وإسرافيل.


(١) النويري ج ١٨ ص ٣٨٢.