للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأمى. فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نعم، ثم التفت إلى أصحابه فقال: ما منعكم أن يقوم رجل منكم إلى هذا الكلب فيقتله، أو قال: الفاسق؟!

فقال عباد بن بشر: ألا أومأتَ إليّ يا رسول الله؟ فوالذى بعثك بالحق إنى لأتبع طرفك من كل ناحية، رجاء أن تشير إليّ فأضرب عنقه. ويقال: قال هذا أبو اليَسر، ويقال عمر بن الخطاب، ولعلهم قالوه جميعًا، فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنى لا أقتل بالإشارة، وقائل يقول: إِن النبي، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال يومئذ: إِن النبي لا تكون له خائنة الأعين، فبايعه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على الإسلام.

وجعل عبد الله بعد ذلك كلما رأى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يفر منه. فقال عثمان لرسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بأبى أنت وأمى، لو ترى ابن أم عبد الله يفر منك كلما رآك. فتبسَّم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم قال: أو لم أبايعه وأؤمنه؟ فقال: بلى، أَىْ رسول الله، ولكنه يتذكر عظيم جُرمه في الإسلام، فقال النبي، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، الإِسلام يَجُبُّ ما كان قبله. فرجع عثمان إلى عبد الله بن سعد فأخبره، فكان يأتى فيسلم على النبي، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مع الناس بعد ذلك (١).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا أسامة بن زيد الليثى عن يَزيد بن أَبِى حَبِيب قال: كان عَمرو بن العاص عاملًا لعثمان بن عفان على مصر فعزله عن الخراج، وأقره على الصلاة والجند، واستعمل عبد الله بن سعد بن أبي سرح على الخراج، فتباغيا، فكتب عبد الله بن سعد إلى عثمان: أن عمرو بن العاص كسر عليّ الخراج، وكتب عمرو بن العاص إلى عثمان: أن عبد الله بن سعد كسر عليّ مَكِيدَة الحرب، فكتب عثمان إلى عمرو: أن انصرف. فعزله، وولى عبد الله بن سعد الجند والصلاة مع الخراج بمصر (٢).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى شُرَحْبِيل بن أَبِى عون عن عَيَّاش بن عباس قال: لما عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن الخراج بمصر، وولى عبد الله بن سعد، كتب إلى عبد الله بن سعد: أما بعد، فقد رأيت ما صنعت


(١) الخبر بطوله وبلفظه كما ورد في مختصر ابن عساكر ج ١٢ ص ٢٢٧، ٢٢٨.
(٢) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٤.