نجومى، فأبَى فمكثت سنتين أو ثلاثًا ثمَّ أتيتُه بِنَمَطٍ (١) فقلت: اتّخذ هذا فراشًا، فأبى وقال: اسْتَعِنْ به في نجومك، فسألتُه أن يكتب لى إلى عمّاله فأبَى وقال: انطلق، يسعك ما يسع النّاس، قال: فجئت فحدّثت عِكْرِمَة بهذا الحديث، فقال: هذا والله الّذى قال الله في كتابه: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}[سورة النور: ٣٣].
قال: أخبرنا قَبيصة بن عُقبة قال: حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير قال: فحدّثنى فضالة بن أبي أميّة عن أبيه قال: كاتبنى عمر بن الخطّاب فاستقرض من حفصة مائتى درهم إلى عطائه فأعاننى بها، قال: فذكرت ذلك لعكرمة فقال: هو قوله: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}[سورة النور: ٣٣].
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا عيسى بن يحيَى الخُزاعىّ قال: سمعت عِكْرِمَة قال: زعم أنّ عمر بن الخطّاب كاتب غلامًا له يقال له أبو أميّة، فلمّا حلّ النجم أتاه به فقال: يا أبا أميّة خذ هذا النجم فاستنفع به فإنّى أخشى أنْ لا آتى على نجومك، فأخذ أبو أُميّة النجم وتلا عمر هذه الآية:{وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} وزعم عِكْرِمَة أنّه أوّل نجم أُدّى في الإسلام.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا المبارك بن فضالة قال: حدّثتنى أمّى عن أبي عن جدّى، وحدّثنى عُبيد الله الجَحْدَرىّ عن أبي عن جدّى، وحدّثنى ميمون بن جابان عن عمّى عن جدّى قال: سألت عمر بن الخطّاب المكاتبة، قال: فقال لى: كم تعرض؟ قلت: أعرض مائة أوقيّة، قال: فما استزادنى وكاتبنى عليها وأراد أن يعجّل لى عن ماله طائفة، قال: وليس عنده يومئذ مال، قال: فأرسل إلى حفصة أمّ المؤمنين إنّى كاتبتُ غلامى وأريد أن أُعجّل له من مالى طائفةً فأرسلى إلىّ مائتى درهم إلى أن يأتينا شئ، فأرسلَتْ بها إليه، قال: فأخذها عمر بن الخطّاب بيمينه، قال: فقرأ هذه الآية {وَالَّذِينَ يبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ