للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالوثائق، سريع القلم سهل الألفاظ، مشتغلا بصنعة التوثيق. وكان مسارعا إلى الخير، / حافظا لكتاب الله ﷿، مداوما عليه، قائما، كثير المعروف والصدقة. وكان الفقيه الزاهد أبو الحجاج ابن الشيخ صاحبا له، وكثيرا ما كان يوجه له المساكين والفقراء، فيرفدهم ويقضي حوائجهم. وتوفي في حدود الثمانين وخمسمائة.

ورثاه الفقيه الزاهد الخطيب أبو محمد عبد الوهاب بن علي برثاء.

منه: [مجزوء الكامل]

إيه، بنيه وأهله … حاشاكم ممّا يشين

أنتم عيون للورى … ولسوف ترمقكم عيون

كي تقتدي بكم وبال … ـحركات منكم والسّكون

فارضوا وإلاّ فاصبروا … فالصّبر أحسن ما يكون

لا تبطلوا أعمالكم … لا تخسروا العلق الثّمين

فشهادتي أن كان ميّـ … ـتكم أخا فضل ودين

وقد كان الأستاذ أبو علي ذكره إلى أهل سبتة في رسالته فقال فيه: ذكي يزري في ذكائه بإياس، وفقيه يعد بما عنده من الفقهاء الأكياس. وهو ممن نال بدهائه ظهورا على أمثاله ورياسة، واستقرّ عنده علم ما يوصّله إلى مآربه وسياسة. ينادي باسمه من التخّ (١) عليه أمره ويهتف، لأنّه يعلم من حيث تؤكل الكتف. رأس في صناعة التّوثيق حتّى نال من نفعها أوفى نصيب، وورد موردها العذب ورتع (في) (٢) مربعها الخصيب.

ومنهم:

١٤ - محمد بن عبد الله بن ذمام (٣)

يكنى أبا عبد الله .. كان شيخا جليلا من أهل الفضل والدين. وكان أستاذا في


(١) في الأصل أ: التخ. ومعناه: اختلط عليه أمره.
(٢) زيادة ليستقيم النص.
(٣) ترجمته في الذيل ٢٧٩/ ٦.

<<  <   >  >>