للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاسم بن بقي وأبي جعفر بن عبد العزيز وأبي عبد الله محمد بن نجاح الذهبي والقاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية وأبي الحسن بن موهب، وغيرهم. وحدث (عنه) (١) جماعة من شيوخنا. وكان عنده من الكتب النبيهة والأعلاق النفيسة (٢) ما لم يكن عند أحد، حتى أنه لا يكاد يوجد الآن كتاب نبيه، إلا وخطه عليه. وكان صهر الأستاذ أبي بكر بن دحمان. / وكان الأستاذ أبو بكر يثني عليه خيرا ويصف من فضله ودينه كثيرا. وحدثني أن مصاهرته كانت باستدعائه إياه، وذلك أن الأستاذ كان حينئذ فتى مشتغلا بالطلب على عفاف وصون، فأعجبه، فاستدعاه. وقال له:

أريد أن أزوجك ابنتي وعندي ما تحتاج إليه. وبقيت ابنته عند الأستاذ. وكان يصف دينها وعقلها إلى أن ماتت رحم الله جميعهم. وتوفي أبو عبد الله في ..

ومنهم:

٢٨ - محمد بن حسن بن محمد بن صاحب الصلاة الأنصاري (٣)

يكنى أبا عبد الله، من أهل مالقة حرسها الله. كان من أهل العلم والفضل والدين والورع والزهد. ورحل إلى المشرق فروى هنالك عن أبي إبراهيم الخجندي بمكة شرفها الله. وعن الحافظ أبي الحسن علي بن معزوز الجمودي بمصر، وعن أبي عبد الله الحضرمي، وعن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب، وعن ابن دليل. وغيرهم. وروى بالأندلس عن أبي خالد يزيد بن رفاعة، وعن أبي جعفر بن حكم، وغيرهما. وولي الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بمالقة عن اجتماع من أهل البلد ورغبة. وكان رجلا صالحا ورعا كثير الحياء. اتفق له في أول يوم خطب وأنا حاضر، أن افتتح التحميد، فلما رمق الناس ببصره، غلب عليه الخجل فلم يقدر على الوقوف، فقعد وأقيم غيره، فأكمل الخطبة. وحدث عنه جماعة من أصحابنا. وكان مقرئا نبيها جليل القدر، ونفع الله به جملة من الطلبة، فبرعوا عليه. واستشهد رحمة الله عليه في كائنة العقاب في صفر سنة تسع وستمائة. وذكر عنه من الثبوت في ذلك اليوم وطلب الشهادة والحضّ على الجهاد ما يدل على صدقه وخلوصه. وقد كنت


(١) زيادة ليستقيم النص.
(٢) في الأصول: السنية.
(٣) ترجمته في الذيل ١٦٦/ ٦ - والتكملة ٥٨٥/ ٢.

<<  <   >  >>