للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وللدّوام على أرجائها حبب … كأنّه لؤلؤ من بين عقيان

وحدثني أبو عمرو بن سالم قال: حدثني الأديب أبو عبد الله البلنسي المذكور قال: كنت بقرطبة مع القاضي ابن الصّفّار، فسقطت له سنة، فأنشد: [طويل]

وفي كلّ يوم يفقد المرء بعضه … ولا بدّ أنّ الكلّ منك سيذهب

قال: فارتجلت:

وفي كلّ يوم تستزيد منيّتي … دنوّا، وغيري راحل ومودّع

أشيّع أيّامي وألهو بغيرها … كأنّ التي ولّت إليّ سترجع

قال أبو عمرو: وأنشدني أيضا لنفسه رحمة الله عليه: [بسيط]

النّفس تطمع والأقدار ثابتة … وبين هذين عمر المرء ينقطع

وكلّما زدت سنّا زادني أمل … فالعمر ينقص والأيّام تتّبع

وشعره كثير.

ومنهم:

٢٣ - محمد المعروف بربيب الحشا (١)

أظنه من الجزيرة، وسكن مالقة، وأقام بها. وكان أديبا شاعرا. وجدت بخط الأديب أبي عمرو مجالسته له وإنشاده إياه في منزله بمالقة في سنة سبع وثمانين وخمسمائة. فمن شعره وقد أهدي بطيخة، فقال: [كامل]

وسليلة القثّاء أكسبها (البها) (٢) … لونين، كلّ عند منظره حسن

وحكى بها للنّحل صنعتها التي … خصّت به سرّا فأبرزها علن

للشّهد ما انطبقت عليه، وما اكتست … قير بلا نار يذوب على البدن


(١) هكذا في الأصل / وفي مختارات من الشعر المغربي والأندلسي: ٧٢ محمد الخشني / وفي التكملة ٥٢٥/ ٢ - والذيل ٣٣٠/ ٦ ترجمة من اسمه: محمد بن عبيد الله … الخشني. من أهل رندة. وسكن مالقة. وكان لغويا نحويا أديبا. توفي بمالقة عام ٥٧٦.
(٢) ما بين القوسين زيادة يقتضيها الوزن والشعر.

<<  <   >  >>