ضنّ الزّمان بلمسها من غيرة … فأتى بها في مثل جلد الشيهم
وله في مدح الهرّ؛ نعم الجليس الهرّ، لا يخبر ولا يستخبر، ولا يبوح بسرّ، يحفظ سرّك / ٢٠٠ / عليك، ولا ينقل عنك ولا إليك، كريم المؤانسة، سليم المجالسة، لا يهمز ولا يلمز ولا يغتاب، ولا صاحبه منه بمرتاب. يحفظه إذا ما نام، ويطرد عنه الهوام. منافعه كثيرة، ومؤونته يسيرة. فاقتصر عليه أنيسا، واتّخذه جليسا، يسلم لك معه دينك ودنياك، إيّاك أن يفارق موضعك إيّاك، هو أنفع لك من كريم إخوانك، وأحرس من خدمك وأعوانك [متقارب]
فنعم الجليس ونعم الأنيس … ونعم المعدّ لدفع الأذى
ونعم الضّجيع لمستدفئ … إذا كلب القرّ واستحوذا
ومنهم:
[١٧١ - يحيى الحمامي]
من أهل ربض التّبّانين من مالقة. من نبهاء الطلبة. وكان أديبا كاتبا شاعرا.
أنشدني الفقيه الأجلّ أبو جعفر الحمامي (١) أكرمه الله، قال أنشدني أبو بكر لنفسه:
[بسيط]
أخضّب الشّيب بالحنّا لأستره … وتحت ثوبي ميت ليس يستتر
إذا أردت وفاء للعهود به … رأيت منه عوارا فيه يعتبر
(١) هو أحمد بن راشد الحمامي المالقي / توفي في حدود عام / ٦٢٠ وهو من تلامذة أبي عمرو ابن سالم الشعراء / ترجمته في الذيل ٤٢٤/ ١.